أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن هجوم إيران على إسرائيل في أبريل الماضي قد ألهم كوريا الشمالية، التي تنظر في هذه العملية لاستخلاص الفوائد منها في أي مواجهات مستقبلية مع خصومها.
هجوم إيران على إسرائيل ألهم كوريا الشمالية
وبيّنت الصحيفة في تقريرها أن هجوم إيران على إسرائيل لفت انتباه الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الذي يرى أن قدرة إسرائيل وحلفائها على صد الهجوم يمثل اختبارًا مهمًا للتعامل مع الدفاعات الغربية.
وتعتبر بيونغ يانغ أن هذه العملية قد تقدم لها نظرة على أداء أسلحتها في حال شنت هجمات على اليابان أو كوريا الجنوبية، اللتين تشتركان في دفاعات متكاملة مع الولايات المتحدة على غرار إسرائيل.
ويأتي هذا في ظل تقارب ملحوظ بين كوريا الشمالية وإيران، مما يثير قلق الغرب من احتمالية التعاون العسكري بين البلدين.
وأشار التقرير إلى أن كوريا الشمالية تتابع عن كثب أداء ذخائرها في أوكرانيا، حيث تستعمل روسيا الأسلحة الكورية في مواجهة الأسلحة الغربية التي تمتلكها أوكرانيا.
وقد تمكنت القوات الإسرائيلية والأمريكية وحلفاؤهما من اعتراض عشرات الطائرات بدون طيار ومعظم الصواريخ التي أطلقتها إيران قبل وصولها إلى إسرائيل.
وتناول التقرير كذلك فكرة تحذير تل أبيب قبل هجوم إيران على إسرائيل وقدرتها على اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار التي قطعت مسافة ألف ميل، مما يعتبره كيم جونغ أون عاملاً مهمًا في أي هجوم محتمل ضد كوريا الجنوبية أو اليابان، حيث يمكن لصواريخه أن تصل في دقائق معدودة.
وأفاد تشو سانغ كيون، أستاذ التكنولوجيا العسكرية بالمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، بأن الدروس المستفادة من هجوم إيران على إسرائيل والرد الإسرائيلي الواسع النطاق على إيران قد تكون ذات قيمة لكيم جونغ أون، وكذلك للرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف تشو أن هناك تقاربًا بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وأنهم يجدون أرضية مشتركة في معارضتهم للغرب.
وأرسلت كوريا الشمالية وفدًا رفيع المستوى إلى إيران بقيادة يون جونغ هو، المسؤول عن العلاقات الاقتصادية الخارجية، والذي زار روسيا في مارس.
ورغم عدم تقديم تفاصيل عن الزيارة من قبل وسائل الإعلام الحكومية، فقد أعرب المسؤولون الأمريكيون والكوريون الجنوبيون عن قلقهم بشأن التعاون العسكري المحتمل بين إيران وكوريا الشمالية.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن الوفد، الذي عاد إلى بيونغ يانغ، حضر معرضًا تجاريًا والتقى بمسؤولين حكوميين، نافيًا التكهنات حول التعاون العسكري ووصفها بأنها متحيزة ولا أساس لها.
وتمتلك طهران وبيونغ يانغ تاريخًا من التعاون في مجال الأسلحة يعود إلى الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات، ويُعتقد أن الصواريخ الباليستية الإيرانية شهاب 3 قد تم تطويرها بناءً على تصميمات رودونغ الكورية الشمالية، وفقًا لتقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية في 2019.
وأعلنت وكالة التجسس الكورية الجنوبية أنها تبحث عن تشابهات بين الطائرات الإيرانية بدون طيار والصواريخ المستخدمة ضد إسرائيل.
وعلى الرغم من قلة الأدلة على التعاون الوثيق بين بيونغ يانغ وطهران في السنوات الأخيرة، إلا أن تيانران شو، المحلل في الشبكة النووية المفتوحة، يرى إمكانية لتوحيد الجهود بين البلدين في مجال التكنولوجيا العسكرية.
وأشار بانغ جونغ كوان، لواء سابق في الجيش الكوري الجنوبي، إلى أنه إذا شنت بيونغ يانغ هجومًا صاروخيًا وبطائرات بدون طيار الآن، فقد لا تتمكن واشنطن وحلفاؤها من صد حتى نصف الهجوم.
[caption id="attachment_579504" align="alignnone" width="2405"]

هجوم إيران على إسرائيل "يلهم" الزعيم الكوري الشمالي لـ"فكرة".. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل[/caption]