بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر، تتوارد الأنباء عن قرب التوصل لهدنة واتفاق جديد بين إسرائيل وحماس، وسط تصعيد بلهجة التهديدات من تل أبيب وتلويح باجتياح رفح، آخر معاقل الفصائل الفلسطينية، والتي لجأ إليها أكثر من مليون ونصف نازح، ليطرح السؤال الأكثر إلحاحاً، ما الذي يحدث في غزة الان؟
ما الذي يحدث في غزة الان.. سياسياً
[caption id="attachment_579155" align="alignnone" width="720"]
ما الذي يحدث في غزة الان.. سياسياً[/caption]
تسعى الإدارة الأمريكية إلى الضغط على إسرائيل وحماس من أجل التوصل لاتفاق هدنة ووقف القتال، بعد سبع أشهر من الحرب، ولأجل ذلك وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في جولة شملت دول عربية إلى جانب إسرائيل.
وبحسب مسؤولين أمريكيين تحدثوا لموقع إكسيوس فإن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد بذل قصارى الجهد لتجنب قيام إسرائيل بعملية برية في رفح بجنوب غزة والتوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحماس، إذ يعتقد أن ذلك سيؤدي إلى تأجيل اجتياح رفح إن لم يكن تخلي إسرائيل عنه تماما.
كذلك قال مسؤول أمريكي إن بلينكن أبلغ نتنياهو أن واشنطن لا تزال تعارض العملية البرية في رفح.
ويسعى الوسطاء من أمريكا وقطر ومصر إلى طرح اتفاق يقضي بالتوصل لهدنة وتبادل للأسرى بين الطرفين وقد ينتهي بوقف دائم للقتال.
وقبل يومين تحدث وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن المقترح المقدم لحركة حماس يتضمن وقف إطلاق نار لأربعين يوماً والإفراج عن آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بقطاع غزة.
وجاءت تصريحات كاميرون بعد تعليقات مماثلة أدلى بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي أعرب عن أمله في أن توافق حماس على اتفاق هدنة وصفه بأنه "سخي جدا".
ومن المقرر عقد اجتماع ثلاثي في القاهرة بين مصر وقطر وحماس، بحسب ما قال مسؤول كبير في الحركة لوكالة فرانس برس.
وهذا المقترح صاغته مصر وأدخلت عليه إسرائيل تعديلات. وعرض المقترح الجديد بعدما أصرت حماس في منتصف أبريل على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو شرط ترفضه إسرائيل.
وأعرب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن "تفاؤله" حيال مقترح الهدنة الجديد في غزة، لافتا إلى أنه "أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين وحاول استخلاص الاعتدال".
وبحسب تقارير إعلامية، طالبت حكومة الحرب الإسرائيلية في البداية بالإفراج عن 40 رهينة محتجزين في غزة منذ بدء الحرب، لكنها سمحت لاحقا للمفاوضين بتخفيض هذا العدد.
وأشار موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي إلى أن إسرائيل تطالب بالإفراج، لأسباب إنسانية، عن النساء مدنيات وعسكريات، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما أو في حالة صحية سيئة.
وبحسب الموقع، تقول حماس إن 20 رهينة فقط يستوفون هذه المعايير. ويضيف أن عدد أيام الهدنة سيكون مساويا لعدد الرهائن المفرج عنهم.
ما الذي يحدث في غزة الان.. عسكرياً
[caption id="attachment_579154" align="alignnone" width="1920"]
ما الذي يحدث في غزة الان.. عسكريا[/caption]
تتواصل المعارك بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في غزة، ورغم أن الجيش الإسرائيلي دخل معظم مدن القطاع إلا أن اعتماد الفصائل على الأنفاق في الحرب أعطاها حرية الحركة والتنقل، وصعّب من مهمة تل أبيب بالقضاء عليها.
وبلغ عدد القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد عن 34.5 ألفا، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 77.7 ألفا بحسب ما ذكرت وزارة الصحة في القطاع في حصيلة جديدة.
ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، على ما قالت الوزارة.
وبالوقت الذي تقول إسرائيل إن هدفها هو القضاء على الفصائل الفلسطينية، فإن تقارير تؤكد أن ذلك لا يزال بعيد المنال، حيث تحافظ هذه الفصائل على نسبة كبيرة من قوتها من حيث العدد والعتاد مستغلةً الأنفاق.
وتعمل الفصائل الفلسطينية بحسب تقرير حديث على استغلال بقايا الذخائر غير المنفجرة التي تطلقها الطائرات الإسرائيلية، وإعادة تصنيعها لتصبح صواريخ وقذائف بيتم استعمالها مجدداً ضد الجيش الإسرائيلي.
ما الذي يحدث في غزة الان.. إنسانياً
[caption id="attachment_579153" align="alignnone" width="800"]
ما الذي يحدث في غزة الان.. إنسانياً[/caption]
حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن قيام إسرائيل بهجوم شامل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيكون كارثة إنسانية.
ودعا غيبريسوس في منشور على منصة إكس إسرائيل إلى عدم اجتياح المدينة الفلسطينية. وطالب جميع الأطراف بوقف لإطلاق النار وتحقيق سلام دائم.
ومن جانبه قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إن الدعوات لتفكيك الوكالة هدفها تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين.
يشار إلى أنه وقبل نحو أسبوع، قالت الأمم المتحدة إن محققيها أغلقوا ملف الاتهامات الإسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في هجوم حماس على مستوطنات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن محققي المنظمة الذين ينظرون في المزاعم الإسرائيلية، قد أغلقوا ملف القضية بسبب عدم تقديم إسرائيل أدلة تسند مزاعمها تلك.
والوضع الإنساني أكد الإعلام الحكومي بغزة ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 90% في القطاع. وتوقف 95% من المنشآت الاقتصادية عن العمل بسبب الحرب الإسرائيلية.
مشيرًا إلى أن الخسائر الأولية المباشرة للحرب على قطاع غزة تبلغ 33 مليار دولار.
[caption id="attachment_579152" align="alignnone" width="2405"]
ما الذي يحدث في غزة الان.. تطورات مستمرة في الحرب المشتعلة[/caption]
