لم يكن زلزال تركيا اليوم، هول الأول من نوعه الذي يضرب المنطقة، حيث شهدت عشرات الزلازل كونها تقع في منطقة نشطة زلزالياً، وامتدت بعض تلك الزلازل العنيفة إلى سوريا أيضاً.
زلزال تركيا اليوم ليس الأول من نوعه
وحسب علماء الجيولوجيا، كان زلزال تركيا اليوم واحداً من أصل العشرات سبقوه، ويعود ذلك إلى خضوع صفيحة الأناضول إلى تكتونيات تؤثر على الصفيحة العربية التي تتجه شمالاً، مع حالة شبه ثبات لصفيحة أوراسيا في الشمال.
ومنذ قرون شهدت تركيا وسوريا أكثر من 20 زلزال قوي تجاوزت بمعظمها 7 درجات على مقياس ريختر.
زلزال "يوم القيامة الصغرى"
وحسب معلومات تاريخية فقد سجلت تركيا عام 1509 زلزالاً قدرت قوته بأكثر من 7 درجات على مقياس ريختر، ضرب بحر مرمرة بالقرب، سمي هذا الزلزال بيوم القيامة الصغرى لعدد وجود أرقام محددة على أرقام القتلى التي خلَّفها.
وقدر عدد الضحايا بـ10 آلاف شخص، فيما دمر أزيد من ألف مبنى، حسب وسائل إعلام تركية، حيث شهدت إسطنبول أزيد من 40 يوماً من الهزات الأرضية بعد الزلزال الكبير.
في عام 1719 زلزال بلغت قوته 7.1 درجة على مقياس ريختر، وصلت قوته إلى مدينة إزميت جنوب إسطنبول، تسبب هذا الزلزال في تدمير أجزاء من سور المدينة القديمة، بالإضافة إلى مساجد وحمامات.
أيضاً في عام 1766 تسببت ثلاث هزات ارتدادية في دمار أجزاء من جامع الفاتح الكبير، بالإضافة إلى كل من قصر توب قابي وقصر توب خانة زيادة على السوق المسقوف وأجزاء من سور المدينة وثكنات الانكشارية "العساكر في فترة السلطنة العثمانية".
كما ضرب زلزال عام 1894، حوض بحر مرمرة على مقربة من مدينة إسطنبول وكلاً من يالوفا وكوجا إلي، سمي هذا الزلزال "حركة الأرض الكبرى"؛ إذ تسبب في دمار بنايات في المدينة القديمة في إسطنبول، خاصة في مدينة أمينونو والفاتح.
أما الزلزال الكبير فقد ضرب تركيا عام 1999، في ولاية كوجايلي شمال غرب تركيا، إذ بلغت شدته 7.4 درجة، فيما استمر لقرابة الدقيقة ليسجل أطول الزلازل مدة في تاريخ الجمهورية التركية، تسبب هذا الزلزال في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
زلازل ضربت سوريا
أما في سوريا الأقل تضرراً بنشاط الزلازل، فرغم ذلك يسجل التاريخ عدداً من تلك الزلازل تسبب بآلاف القتلى والدمار الهائل.
ففي 847 شهدت مدينة دمشق في سوريا زلزالاً متعدد الضربات، إذ امتد من مدينة دمشق في سوريا إلى مدينة أنطاكيا التركية شمالاً وإلى الموصل شرق سوريا، وقدر أعداد الضحايا بعشرات الآلاف.
بينما في عام 1138، شهد حلب أقوى زلزال على مر التاريخ بحسب تقارير، حيث قدرت قوته بما يتجاوز 8 درجات على مقياس ريختر، وقدر عدد الضحايا فيه أزيد عن 230 ألف قتيل.
وفي عام 1157 وبالقرب من مدينة حماة بسوريا حدث أحد أكثر الزلازل المدمرة في تاريخ المنطقة، إذ قدر عدد الضحايا بعشرات الآلاف أيضاً.
ويضاف زلزال تركيا اليوم إلى سلسلة الزلازل التاريخية تلك، مع استمرار البحث عن ضحايا بين الأنقاض، ومخاوف من الهزات الارتدادية المستمرة.
[caption id="attachment_515039" align="alignright" width="2405"]

زلزال تركيا اليوم ليس الأول من نوعه.. 8 زلازل أعنف ضربت المنطقة[/caption]