كشفت وثيقة استخبارات عسكرية أوكرانية مدى فعالية ميليشيا "فاغنر" العسكرية في الحرب الدائرة في أوكرانيا، خصوصاً في المعارك الأخيرة بأنحاء مدينة باخموت ومدى صعوبة محاربتهم، فيما علق الكرملين على محاولة اغتيال مؤسس الميليشيا الملقب بـ"طباخ بوتين" من قبل أوكرانيا.
وثيقة استخباراتية تكشف فعالية فاغنر في الحرب
بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، فإن "فاغنر تمثل تهديداً فريداً، حتى أثناء تعرضها لخسائر غير عادية".
وأضاف التقرير: "مقتل الآلاف من جنود فاغنر لا يهم المجتمع الروسي"، مشيراً إلى أن "الجماعات المهاجمة من فاغنر لا تنسحب بدون أمر".
كما كشف الإجراءات المشددة التي تمارسها مجموعة فاغنر مع أعضائها، حيث أنه من غير المصرح الانسحاب من أرض المعركة، مشيراً إلى أن الانسحاب بدون إصابة يعاقب عليه بالإعدام على الفور.
فاغنر لا ترحم عناصرها
إلى ذلك، أشارت اعتراضات الهاتف التي حصل عليها مصدر استخبارات أوكراني وشاركها مع الشبكة الأمريكية إلى موقف لا يرحم في ساحة المعركة.
وأضاف المصدر الأوكراني: "غالباً ما يُترك مقاتلو فاغنر الجرحى في ساحة المعركة لساعات. لا يسمح للمهاجمين بنقل الجرحى من ساحة المعركة بمفردهم، حيث أن مهمتهم الرئيسية هي مواصلة الهجوم حتى يتم تحقيق الهدف، وإذا فشل الاعتداء يُسمح بالتراجع ليلاً فقط ".
وأردف: "على الرغم من اللامبالاة بسقوط ضحايا، فإن تكتيكات فاغنر هي الوحيدة الفعالة للقوات المحتشدة سيئة التدريب والتي تشكل غالبية القوات البرية الروسية".
كما أشار إلى أن الجيش الروسي ربما يكيّف تكتيكاته ليصبح أكثر شبهاً بفاغنر، مضيفاً "بدلاً من المجموعات التكتيكية والكتيبة التقليدية للقوات المسلحة الروسية، يُقترح إنشاء وحدات هجومية".
معدات فاغنر
وذكرت الوثيقة كذلك أن فاغنر "تنشر قواتها في مجموعات متحركة قوامها حوالي اثني عشر أو أقل، مستخدمة قذائف صاروخية (آر بي جي) مستغلة استخبارات الطائرات بدون طيار في الوقت الفعلي، والتي يصفها التقرير بأنها "العنصر الأساسي".
وزادت: "الأداة الأخرى التي يمتلكها جنود فاغنر هي استخدام معدات الاتصالات التي صنعتها شركة موتورولا".
محاولة اغتيال مؤسس فاغنر
على صعيدٍ متصل، صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، بأن قوات كييف قد تقدم على محاولة اغتيال مؤسس فاغـنر، يفغيني بريغوجين.
جاء ذلك رداً على سؤال حول ما إذا كان الكرملين على علم بخطط الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والمخابرات الأمريكية باغتيال بريغوجين.
وأضاف: "الكرملين لا يمتلك معلومات كهذه، فمسائل الاغتيالات تعود للأجهزة الأمنية الأوكرانية"، مشيراً إلى أن أوكرانيا "متورطة في العديد من الاغتيالات الوحشية، ومنها اغتيال الصحفية الروسية، داريا دوغينا، وأن هذه المحاولات باتت تشكل خطراً على أمن المواطنين الروس".
ماذا تعرف عن طباخ بوتين؟
يشتهر يفغيني بريغوجين (62 عاماً)، بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.
ويظهر في إحدى أشهر صوره وهو يقدم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد عُرف الرجل منذ ذلك الوقت بلقب "طباخ بوتين".
ينحدر كل من بريغوجين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، وتعود علاقتهما إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم بريغوجين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.
ازدهرت أعمال مؤسس فاغـنر في مجال الإطعام وتوسعت بعد إبرام عقود مع الجهات الحكومية مثل المدارس ورياض الأطفال وفي النهاية مع الجيش، إذ وصلت قيمة هذه العقود إلى أكثر من 3 مليارات دولار، وفقاً لتحقيق أجرته مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وفي عام 2010، ربطت عدة تحقيقات صحفية بريغوجين بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم "مصنع ترول" في سانت بطرسبرغ.
و ذكرت الأخبار أن المصنع المذكور ينتج مواداً وينشرها عبر الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة السياسية الروسية وتلميع صورة الكرملين من جهة أخرى.
ولسنوات عديدة نفى "طباخ بوتين" صلاته بمجموعة المرتزقة العسكرية فاغـنر، بل رفع دعوى قضائية ضد الصحافيين الذين زعموا أنه أسسها، ولكن بعد أن بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا، اعترف بأنه من يقودها وافتخر في مناسبات عدة بتفوق ميليشياته "قوةً" على الجيش الروسي.
اقرأ أيضًا: بعد تصنيف فاغـنر منظمة إجرامية.. “طباخ بوتين” يوجّه رسالة إلى البيت الأبيض مستفسراً عن أمر
[caption id="attachment_512866" align="aligncenter" width="1200"]

وثيقة استخباراتية تكشف ماذا تفعل فاغنر بعناصرها.. والكرملين يعلق على محاولة اغتيال "طباخ بوتين"[/caption]