لا تزال أزمة الانقسامات والانشقاقات تتعمق داخل جماعة الإخوان المسلمين، وتزامناً مع إعلان القيادي الإخواني عصام تليمة، إعادة نشر الطبعة الأولى من كتاب "في ظلال القرآن" لمنظر التنظيم سيد قطب، والذي تضمن مشروع الجماعة ومنهجها الحركي، ظهرت انقسامات جديدة أكثر حدة.
انقسامات داخل الإخوان المسلمين
وفي التفاصيل، اتهمت قيادات الإخوان تليمة بنشر الكتاب لمحاولة "طمس هوية سيد قطب ومشروع الجماعة كلية، والتنصل من فكر منظر التنظيم فى التوحيد والحاكمية والولاء والبراء والمنهج الحركي من الانتشار حتى الوصول لأستاذية العالم".
وأعلن عصام تليمة القيادي الإخواني الهارب لتركيا، والذي شغل منصب مدير مكتب الدكتور يوسف القرضاوي مفتي الجماعة الراحل، قبل أيام إعادة نشر الطبعة الأولى لكتاب "ظلال القرآن" لـسيد قطب، وهي النسخة التي تم إعادة طبعها مرات متعددة وإضافة أجزاء كثيرة لها ضمت أفكار قطب عن الحاكمية والجاهلية والتكفير والعزلة الشعورية، وهو ما رأته قيادات الإخوان محاولة للتنصل من أفكار قطب وإظهار الجماعة، وكأنها نسبت له ما لم يقله وتعاملت معه كمنهج تنظمي وحركي لها واستمرت فيه منذ وفاته وحتى الآن، وفق ما أوردته العربية.
هجوم على تليمة
بعد صدور كتاب "في ظلال القرآن" هاجمت جبهة إسطنبول وجبهة لندن والتيار الثالث داخل الإخوان المسلمين تليمة واتهموه صراحة بالعمل على نسف الجماعة وتحويلها لتيار فكري.
كما وصفوا ما فعله بأنه "فجور وخيانة للأمانة، وأنه يعمل لحساب آخرين يكرهون فكر سيد قطب فى الحاكمية والولاء والبراء".
وبحسب التيار الثالث داخل الجماعة والمعروف باسم "الكماليون"، فإن الكتاب يقف وراءه تيار جديد يحاول نسف الجماعة، وتحويلها لتيار فكري وهو تيار سينبثق من داخل جبهة لندن وكان يدعم ذلك إبراهيم منير قبل وفاته.
تليمة يرد على الإخوان المسلمين
رداً على هجوم الإخوان عليه، قال تليمة عبر منشور على صفحته على مواقع التواصل إن "قطب واحد من هؤلاء الذين مر فكرهم بمراحل، ولذا يثور الجدل كثيراً حول فكره، وبخاصة فكرة اتهامه بوصم المجتمع الإسلامي بالجاهلية، والحكم بتكفيره، وهي قضية دوماً تذكر وتنسب له".
وأوضح أن الكتاب "مر بتحولات وكتب على مراحل، فمرحلة ما كتبه قطب منه قبل السجن يختلف عما كتبه في السجن، ولذلك تقرر نشر الطبعة الأولى لتتحول دفة الحديث البحثي في اتجاه جديد يتناول مرحلة سيد قطب الفكرية الأخيرة".
وتساءل تليمة: "الطبعة الأخيرة من كتاب قطب التي انتهجها الإخوان باتت مثار جدل كبير وتختلف كلياً عن الطبعة الأولى، فهل التغير هنا بسبب ما تعرض له قطب داخل السجن، أم بسبب التعذيب، أم حدث تغير في فكر الرجل نفسه؟ وما السبب الحقيقي لتغيره؟".
قصة كتاب قطب
وتعود قصة الكتاب لنهايات الأربعينيات حين بدأ قطب إعداده بطلب من "مجلة المسلمون" التي كان يرأس تحريرها سعيد رمضان، صهر مؤسس الجماعة حسن البنا، وبدأ بالفعل فيه.
ومع دخوله السجن عام 54، توقف المشروع، لكنه عاد للكتابة مرة أخرى وهو داخل السجن بعدما رفعت مجلة المسلمون قضية على مصلحة السجون في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مطالبة المؤلف باستكمال التفسير.
اقرأ أيضًا: انقسام في جماعة الإخوان المسلمين يهدد بتفككها وبيان من جبهة إسطنبول يثير الجدل
ونفّذت الدولة الحكم القضائي، وكتب قطب أجزاء أخرى من الكتاب وأضاف المنهج الحركي للجماعة إليه وهو الكتاب النهائي الذي أصبح منهجاً ودستوراً للجماعة إلى اليوم، حتى جاء تليمة ونشر الطبعة الأولى منه، والتي لم يذكر فيها قطب المنهج الحركي ولا الحاكمية وغيرها.
[caption id="attachment_509377" align="aligncenter" width="1200"]
بسبب نسخة كتاب.. انقسام داخل صفوف الإخوان المسلمين[/caption]
