كشفت تقارير عبرية ومصادر متعددة ما طلبته روسيا من إسرائيل بالملف السوري لأجل حرب أوكرانيا، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية اتصالات مكثفة بين الطرفين.
ماذا طلبت روسيا لأجل حرب أوكرانيا
وذكرت تقارير عبرية أن روسيا طلبت من إسرائيل عدم عرقلة عمليات الجيش الروسي المتعلقة بنقل منظومات دفاعية روسية من الأراضي السورية، وخاصة منظومات اعتراض الصواريخ، إلى ميادين القتال في حرب أوكرانيا.
وكانت قناة “كان 11” الحكومية الإسرائيلية قد أكدت قبل يومين أن الأيام الماضية شهدت اتصالات بين مسؤولين روس رفيعي المستوى، ومسؤولين إسرائيليين في هذا الخصوص.
وتشير المعلومات الإسرائيلية أن روسيا سحبت فعلاً جانب من منظوماتها الدفاعية الجوية من سوريا وزجت بها في حرب أوكرانيا.
وأواخر شهر آب/ أغسطس الماضي، أكدت شركة الأقمار الصناعية الإسرائيلية "إيمج سات إنترناشيونال"، أن روسيا سحبت قطعاً عسكرية من سورية، ونقلتها عَبْر البحر إلى أراضيها.
ونشر الموقع صوراً تُظهر قيام روسيا خلال الأسابيع الماضية بتفكيك منظومة الدفاع الجوي "إس 300" المتمركزة قرب مدينة مصياف بريف حماة الغربي، ونقلت رادار المنظومة إلى قاعدة حميميم، والبطارية إلى ميناء طرطوس.
ولفتت التقرير العبري إلى أنه جرى تحميل البطارية على سفينة روسية متجهة إلى ميناء “نوفوروسيسك” على البحر الأسود.
التفاهم الروسي الإسرائيلي بسوريا
وزوّدت موسكو قواعدها العسكرية في سوريا بمنظومة "اس-300"، عقب إسقاط طائرة عسكرية روسية قبالة سواحل سوريا، منتصف عام 2018.
وتوصلت روسيا في العام 2015 إلى اتفاق للتنسيق العسكري بينها وبين إسرائيل لمنع احتكاك بين القوات الروسية وبين القوات الإسرائيلية، خاصة الطائرات الحربية.
اقرأ أيضاً|| تقرير أمريكي يكشف ما تسحبه روسيا من سوريا إلى أوكرانيا وإسرائيل ترصده
ومنذ توقيع الاتفاق توصل الطرفان أيضاً إلى آلية لتنسيق العمليات العسكرية لكل منهما، ولا سيما في ما يختص بالغارات الإسرائيلية، إذ تحرص إسرائيل بشكل ثابت من خلال التنسيق بين القاعدة الروسية في حميميم وبين مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب على إطلاع روسيا على كل غارة تعتزم شنها على "شاحنات وقوافل نقل السلاح الإيراني المتطور من إيران إلى لبنان عبر الأراضي السورية"، وحتى عند شن غارات على قواعد ومطارات تابعة للنظام، لضمان عدم إصابة مواقع روسية أو جنود روس.
خلافات روسية إسرائيلية
وخلال تولي حكومة يائير لابيد، ونفتالي بينت، شهدت العلاقة بين روسيا وإسرائيل نوعاً من الفتور، حيث حاولت إسرائيل الموازنة بين علاقتها بموسمو وتعاطفها مع أوكرانيا.
وانتقدت إسرائيل الحرب الروسية في أوكرانيا، وبدى واضحاً الموقف الإسرائيلي المائل إلى الرأي الغربي من أجل مساندة أوكرانيا والوقوف بوجه روسيا، إلا أنّ تل أبيب كانت حريصة على ألا تغضب موسكو حتى لا تخسر التعاون معها بالملف السوري.
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن مسؤولين روس ألمحوا في اتصالاتهم مع الطرف الإسرائيلي إلى أن خسارة روسيا للحرب على أوكرانيا، ستؤجج مشاعر العداء لليهود في روسيا، وأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين هو من يمنع اندلاع موجات العداء لليهود في روسيا، بحسب قولهم.
وحصل خلاف آخر بين روسيا وإسرائيل مؤخراً بملف الوكالة اليهودية، حيث يوجد بروسيا نحو 250 ألف يهودي، حاولت إسرائيل العام الماضي، خلال زيارة رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت الحصول على موافقة الحكومة الروسية على هجرتهم لإسرائيل، والسماح لمن يرغب منهم بمغادرة روسيا وعدم عرقلة ذلك.
[caption id="attachment_503464" align="aligncenter" width="2405"]
لأجل حرب أوكرانيا.. تقارير تكشف ما طلبته روسيا من إسرائيل بالملف السوري[/caption]
