كشف تقرير أمريكي، اليوم الأربعاء، عمليات روسيا "السرّية" في أكثر من 24 دولة، وتدخلها باستخدام أموالها بتلك الدول، بينما أشارت تقارير أخرى عن محاولة ما وصف بـ"انقلاب ناعم" على بوتين، الرئيس الروسي، بسبب الصمت عن الفشل الأخير في المعركة الأوكرانية.
عمليات روسيا السرّية
الاستخبارات الأمريكية رفعت السرّية عن تقرير تحدث فيه عن عمليات روسيا بعدة دول، وقالت إن روسيا قامت بإرسال 300 مليون دولار على الأقلّ سرًّا لأحزاب سياسية ومرشحين أجانب في أكثر من 24 دولة منذ عام 2014 لكسب نفوذ فيها.
ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول أمريكي كبير، قوله إن الولايات المتحدة "تعتبر أن (المبلغ المذكور ليس سوى) تقديرات دنيا في عمليات روسيا الخارجية، وأن روسيا على الأرجح حوّلت بشكل سرّي المزيد من الأموال لم يتمّ رصدها" من دون أن يحدد بالاسم الدول المعنية.
وفي إحدى الحالات، وفر السفير الروسي في إحدى الدول الآسيوية التي لم يذكر اسمها ملايين الدولارات لمرشح رئاسي، حسب التقرير.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن الخارجية الأمريكية ستتشارك هذه الاستنتاجات مع حكومات أكثر من 100 دولة.
إشارات لبعض الدول في عمليات روسيا السرّية
وعلى إثر ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن هذا التقييم لم يحلل التدخل الروسي في السياسة الأمريكية لكن سبق لأجهزة الاستخبارات الأمريكية أن قالت في وقت سابق إن موسكو تدخلت في الانتخابات الأمريكية العام 2016 من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً دعماً لدونالد ترامب الذي أعرب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن، حينها.
واستشهد وزير الخارجية انتوني بلينكن الذي وقع المستند المنشور، الثلاثاء، بتقرير استخباراتي جديد عن جهود عالمية سرية بذلتها روسيا لدعم سياسات وأحزاب متعاطفة مع موسكو.
ولا تحدد الوثيقة أهدافاً روسية بعينها، لكنها تقول إن الولايات المتحدة تقدم معلومات سرية بشأن اختيار دول معينة.
محاولة انقلاب ناعم
وتزامن التقرير الاستخباراتي الأمريكي، مع حديث عن مضايقات داخلية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب الفشل الأخير في المعركة الأوكرانية.
حيث تداولت وسائل إعلام أخباراً تفيد أن عدداً من نواب البلديات
في روسيا، وصل عددهم لأكثر من 50 وقعوا على عريضة تطالب باستقالة بوتين، وهو تحرك غير مسبوق في البلاد التي يحكمها بوتين بقبضة حديدية.
ونقلت شبكة CNN عن كسينيا ثورستروم، نائبة بلدية منطقة سيمينوفسكي في سانت بطرسبرغ، قولها: "لدينا الآن 47 توقيعاً تم التحقق منها. لقد توسعت جغرافيتهم بشكل كبير".
وفي الأسبوع الماضي، دعا نواب بلدية سيمينوفسكي في سانت بطرسبرغ مجلس الدوما في الاتحاد الروسي إلى توجيه اتهامات بالخيانة إلى بوتين من أجل عزله من منصبه بسبب الحرب في أوكرانيا.
إلا أنّ التحرك الداخلي الروسي لم يمضِ على خير، حيث يواجه هؤلاء النواب اتهامات بـ "تشويه مصداقية" الجيش الروسي.
وقالت ثورستروم: "أردتُ أنا وزملائي دعم نواب سيمينوفسكي، الذين تم استدعاؤهم مؤخراً إلى الشرطة وسيحاكمون قريباً".
وأضافت: "قررنا أن نجعل طلبنا قصيراً جداً بحيث لا يكون هناك سبب كاف للعثور على أي خطأ فيه من السلطات وحتى يوقع أكبر عدد ممكن من نواب البلدية على العريضة".
وجاء في العريضة الجديدة "نحن، نواب البلديات في روسيا، نعتقد أن تصرفات رئيسها فلاديمير بوتين تضر بمستقبل روسيا ومواطنيها. نطالب فلاديمير بوتين بالاستقالة من منصب رئيس الاتحاد الروسي".
عقبات تواجه بوتين بأوكرانيا
ويواجه الجيش الروسي عقبات ومشاكل في أوكرانيا، بعد الهجوم المستمر منذ بداية سبتمبر الحالي، والذي تقول كييف إنه أعاد لها نحو 6 آلاف كلم من الأراضي.
وسبق وفشل هدف بوتين الأولي، المتمثل في الاستيلاء على كييف وطرد حكومة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حيث تحول ذلك للسيطرة على مناطق في إقليمي دونتسيك ولوغانسك الانفصاليتان والمعلنتان دول مستقلة من طرف واحد مدعوم من روسيا، وهو أمر لايزال أيضاً لم يتحقق رغم مرور نحو 7 أشهر من الحرب ، نتيجة المقاومة الأوكرانية القوية.
[caption id="attachment_484575" align="aligncenter" width="2405"]
محاولة "انقلاب ناعم" على بوتين والاستخبارات الأمريكية تفضح عمليات روسيا "السرّية" بـ 24 دولة[/caption]
