يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، يوم الخميس، في ثاني زيارة له بعد ديسمبر 2017، بدعوة من نظيره عبد المجيد تبون، بهدف إعادة إحياء العلاقات بين البلدين بعد أشهر من أزمة بينهما.
ماكرون إلى الجزائر
وأعلنت الرئاسة الفرنسية بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري أن "هذه الرحلة ستساعد في تعميق العلاقات الثنائية التي تتطلع إلى المستقبل، وتعزيز التعاون الفرنسي الجزائري في مواجهة القضايا الإقليمية ومواصلة العمل على تضميد الذكريات".
وخلال المكالمة بين الزعيمين قدم ماكرون "تعازيه للرئيس تبون ولكل الشعب الجزائري ولأسر وذوي ضحايا الحرائق الرهيبة في الأيام الماضية"، حيث أسفرت تلك الحرائق عن مقتل 37 شخصاً بحسب تقرير رسمي.
[caption id="attachment_479957" align="aligncenter" width="2560"]

ماكرون إلى الجزائر خلال ساعات حاملاً 4 ملفات مهمّة[/caption]
وتأتي هذه الزيارة لطي صفحة سلسلة من التوترات التي بلغت ذروتها باستدعاء السفير الجزائري في أكتوبر 2021 بعد تصريحات الرئيس الفرنسي حول النظام "السياسي العسكري" الجزائري.
ملفات الزيارة
وتتحدث تقارير أن ماكرون سيبحث عدّة ملفات منها مشكلة الهجرة غير القانونية وملف التأشيرات إثر تخفيض في عدد تأشيرات شنغن التي تمنحها باريس للجزائريين بنسبة 50 في المئة على خلفية إعادة قبول المواطنين الجزائريين الذين يعتبرون غير مرغوب فيهم في فرنسا.
إضافة إلى ملف "ذاكرة الاستعمار"، حيث يتواجد بالوفد الفرنسي مؤلف التقرير الذي أعدته الإليزيه عن التاريخ والذاكرة والمؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا.
ويعتبر ملف الطاقة من أبرز الملفات التي يحملها ماكرون معه، "إذ تزامنت مع الحرب الجارية في أوكرانيا التي اضطرت فرنسا للبحث عن شركاء جدد لها في مجال الطاقة، كالجزائر التي تمتلك 28 في المائة من احتياطي الغاز في إفريقيا.
وإلى جانب ذلك فإن فرنسا تعد استراتيجية جديدة لها في إفريقيا بعد انسحابها من مالي، والتفاف بعض الدول الإفريقية إلى روسيا بدلاً من فرنسا.
ملف الطاقة
ومن جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيبحث موضوع الطاقة أثناء زيارته للجزائر المقررة غداً الخميس، لكن مسؤولين آخرين قالوا إن الزيارة لا تتعلق بالغاز.
ونقلت وكالة رويترز عن الحكومة الفرنسية أن ماكرون سيتطرق إلى ملف الطاقة خلال زيارته إلى الجزائر، لكن وكالة بلومبيرغ نقلت عن مسؤولين فرنسيين قولهم إن الزيارة لا تتعلق بتبديل واردات الغاز من روسيا، وإنه من غير المحتمل أن يكون لدى الجزائر فائض في معروض الغاز لتقدمه لفرنسا.
وأصبحت الجزائر بفضل احتياطياتها الكبيرة من الغاز الطبيعي محور اهتمام الاتحاد الأوروبي في جهوده لخفض الواردات من روسيا.
وتوترت العلاقات بين ماكرون وتبون العام الماضي عندما أدت تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن تاريخ الجزائر إلى خلاف دبلوماسي بين البلدين.
[caption id="attachment_479958" align="aligncenter" width="1200"]

ماكرون إلى الجزائر خلال ساعات حاملاً 4 ملفات مهمّة[/caption]