وصل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، أحد أقطاب الإطار التنسيقي في العراق، إلى المملكة السعودية في وقت متأخر مساء الأربعاء، لمحاولة إقناع المسؤولين في المملكة بالتوسط بين الإطار التنسيقي الشيعي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لفتح قنوات حوار من أجل حلحلة الأزمة السياسية في البلاد.
الحكيم في السعودية
ذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن الحكيم كان في استقباله بمطار "الملك عبد العزيز الدولي" في مدينة جدة، نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي، كما كان في الاستقبال، السفير السعودي لدى العراق عبد العزيز الشمري، والسفير العراقي لدى المملكة عبد الستار هادي الجنابي.
https://twitter.com/KSAMOFA/status/1560055637618397184?s=20&t=APDKDL5xsrtV_KYUwh46lQ
وتداولت وسائل إعلام عراقية، أنباء غير رسمية تفيد بأن الحكيم سيلتقي خلال تواجده بالمملكة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتعقيباً على الزيارة، قال مصدر دبلوماسي في السفارة السعودية لدى العراق، إن سبب الزيارة هو رغبة من الإطار التنسيقي بدخول المملكة كوسيط بينه وبين مقتدى الصدر.
وتأتي زيارة الحكيم للسعودية بعد حضوره مؤتمر للقوى السياسية العراقية للنقاش بشأن الأزمة التي يشهدها العراق حالياً، لكن لم يعلن بعد ما إذا كانت هذه الزيارة مرتبطة بالنقاشات السياسية حول أزمة تشكيل الحكومة في العراق.
اقرأ أيضاً: مجلس الوزراء العراقي يكشف عن اجتماع مهم ويوجه رسالة للتيار الصدري
ورجّح الدبلوماسي السعودي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن القيادة السياسية في المملكة لن تقحم نفسها بالشأن العراقي الداخلي، ولن تقوم بدعم جهة ضد جهة أخرى، إلا أنها لن تمانع في زيارة أي وفد عراقي للمملكة.
وعن بداية تواصل الحكيم مع السعودية وإبداء رغبته في الزيارة، أشار الدبلوماسي السعودي إلى أن الحكيم تواصل قبل 10 أيام مع دبلوماسي سعودي في أربيل، وأبلغه أنه يعتزم زيارة الرياض بخصوص الأزمة السياسية وتحركات الصدر مؤخراً.
ويعيش العراق منذ أكتوبر الماضي على وقع أزمة مستفحلة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي فيما يتعلق بإدارة العملية السياسية على إثر الانتخابات التشريعية، واتخذت الأزمة منعرجاً خطيراً منذ يوليو/تموز الماضي، بعد لجوء التيار الصدري إلى الشارع لفرض رؤيته العملية، في خطوة قابلها الإطار بتحرك مماثل.
الصدر ينتقد الزيارة
وانتقد التيار الصدري زيارة الحكيم للسعودية في بيان الخميس أعلن فيه رفضه اجتماع القوى السياسية العراقية الذي دعا له رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بمقر الحكومة في بغداد، واعتبره "لم يسفر إلا عن نقاط لا تغني ولا تسمن من جوع"، داعياً إلى علانية جلسات الحوار، كشرط لمشاركة التيار الذي غاب عن أولى جلساته، الأربعاء.
وقال صالح محمد العراقي، الذي يعرف محلياً وإعلامياً بـ "وزير الصدر"، على تويتر إنه "من الملفت للنظر أن أحدهم توجه إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة بعد انتهاء جلسة الحوار ببضع ساعات".
مواضيع ذات صلة: حزب الله العراقي يرد على الصدر ويهدد بإجراءات ميدانية
وأضاف "لو كنا نحن الفاعلون لقالوا إن جلسة الحوار كانت بضغـط مـن الخارج وإشعار مـن التطبيعيين والأميركيين وما شاكل ذلك".
ووجه العراقي انتقاداً لاذعاً لتلك الجلسة قائلاً إن أغلب الحضور في "اجتماع الكاظمي"، "لا يهمه سـوى بقائه على الكرسي.. ولذا حاولوا تصغير الثورة والابتعاد عن مطالبها".
وأشار العراقي إلى أن "الأطراف السياسية المجتمعة بالسعي إلى التحكم بمصير شعب رفض وجودها، وتزوير الانتخابات لجعلها على مقاسهم".
وأكد أن "تلك الجلسة السرية لا تهم التيار الصدري في شيء"، متوجهاً إلى المجتمعين بالقول، "لا تزيدوا من حنق الشعب ضدكم ولا تفعلوا فعلاً يزيد من تخوّف الشعب من العملية الديمقراطية التي تخيطونها على مقاسكم".
يذكر أن هذا الاجتماع جاء بعد مضي عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، وسط عجز القوى السياسية عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة. مما زاد من ارتفاع منسوب التوتر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، لا سيما منذ أواخر يوليو/ تموز الماضي، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع.
وفي بيان نشره مكتب الكاظمي في ختام الاجتماع، دعا المشاركون التيار الصدري إلى الانخراط في الحوار الوطني، لوضع آلياتٍ للحل الشامل بما يخدم تطلعات الشعب وتحقيق أهدافه.
كما أشار المجتمعون كذلك إلى الانتخابات المبكرة، معتبرين أنها ليست حدثاً استثنائياً في تاريخ التجارب الديمقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة، من غير أن يتطرقوا إلى تفاصيل إضافية، أو يعلنوا موافقتهم صراحة على إجراء انتخابات تشريعية ثانية.
[caption id="attachment_478333" align="alignnone" width="784"]
الحكيم في الرياض والسعودية على خط الأزمة العراقية باقتراح وساطة (صور)[/caption]