بن سلمان في فرنسا
يصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس غداً الأربعاء، قادماً من أثينا، في زيارة رسمية لفرنسا تستغرق يومين، تلبية لدعوة من الرئاسة الفرنسية. وذكرت مصادر سعودية لوسائل إعلام، أن بن سلمان سيجري خلال الزيارة مباحثات في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الطاقة، والملف النووي الإيراني، والوضع في اليمن، والانتخابات الرئاسية في لبنان وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية كمطلب دولي لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار بعيداً عن التدخلات الخارجية وسيطرة المليشيات التابعة لإيران على القرار في البلاد، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. إلى جانب ذلك سيتم في المباحثات استعراض خطوات تشكيل مجلس شراكة استراتيجي سعودي-فرنسي، وتعزيز أوجه التعاون في مجالات الطاقة ومسار التعاون على صعيد تصنيع سفن وفرقاطات بالسعودية، في ضوء مذكرة التفاهم بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية المملوكة للدولة ومجموعة "نافال" الفرنسية الموقعة بين الطرفين في فبراير 2019 . كما سيتم خلال الزيارة بحث تأسيس تعاون تكنولوجي جديد بين الرياض وباريس، في ظل وجود اهتمام سعودي كبير بالحلول التقنية السحابية الفرنسية، إذ تتطلع الرياض إلى تعزيز مراكز البيانات والخدمات السحابية لديها لتكون قادرة على التعامل مع البيانات السيادية. وكانت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفرنسا في عام 2018 شهدت توقيع 19 بروتوكولاً واتفاقاً بين شركات فرنسية وسعودية بقيمة إجمالية تزيد على 18 مليار دولار، شملت قطاعات صناعية مثل البتروكيميائيات ومعالجة المياه، إضافة إلى السياحة والثقافة والصحة والزراعة.زعماء المرحلة يزورون باريس
وقبل أيام وصل باريس توالياً، رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس السُلطة الفلسطينية، محمود عباس. [caption id="attachment_472821" align="aligncenter" width="2048"]
السيسي وعباس
والأربعاء الماضي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في
الشرق الأوسط يرتّب أوراقه
خلال أزمة الطاقة الأخيرة في العالم، ظهرت أهمية منطقة الشرق الأوسط ودور دولها التي تملك معظم احتياطيات العالم من الطاقة، مما أعطى زعماء المرحلة الجديدة في تلك الدول دفعة سياسية قوية. وزار الرئيس الأمريكي جو بايدن المنطقة لأول مرّة والتقى زعماء عرب، إلا أنّ سياسته التي تسببت بتوتر الأوضاع بين أمريكا وبلدان الشرق الأوسط، جعلت منه يعود إلى واشنطن خالي الوفاض دون تحقيق نتائج ملموسة من أهداف الزيارة. وبذات الوقت شهدت المنطقة تحركات مكثّفة على الطرف الآخر، حيث زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دولاً خليجية، بينما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران، كما كان للصين أيضاً زيارات سياسية. بالمقابل فإن الزعماء العرب كثّفوا لقاءاتهم التشاورية التي وصفت بأنها لتنسيق المواقف، وبدت الدول العربية عموماً بأنها صاحبة الكلمة الفصل بملفات بارزة، لا سيما ملف الطاقة.أزمة الطاقة
رغم أن الحرب الروسية في أوكرانيا مستمرة لشهرها السادس، وسط تلويح روسي بملف الطاقة للضغط على أوروبا، واتجاه الدول الأوروبية للبحث عن مصادر جديدة للطاقة، إلا أنّ دول الخليج العربي خصوصاً انتهجت سياسة مرنة بالتعامل مع الملف. حيث وافقت السعودية والإمارات على رفع كميات إنتاج النفط، إلا أنّ ذلك ضمن خطة أوبك بلس التي تعتبر روسيا جزء منها.مواضيع ذات صِلة : ضمن جولة أوروبية.. بن سلمان الى فرنسا واتفاقات الطاقة على طاولة ماكرون
ومع استمرار رفض الدول الخليجية للطلبات الأمريكية بزيادة الإنتاج للنفط وخفض الأسعار، فإن علاقة الخليج بأوروبا يبدو أنها أكثر تطوراً وأحسن حالاً من العلاقة مع أمريكا، لذلك اتجهت أوروبا لعقد شراكات طويلة الأمد مع دول الخليج مباشرةً بدون الحاجة لوجود الوسيط الأمريكي الذي كان يلعب دوراً كحليف تقليدي لتلك الدول.شاهد أيضاً : الأميرة نورة .. المرأة التي دعمت الملك عبد العزيز ( أخو نورة ) في تأسيس الدولة السعودية الحديثة
[caption id="attachment_472820" align="aligncenter" width="1200"]