صدر تحذير صيني جديد خلال الساعات الماضية، حول استمرار الحديث عن خطط رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لزيارة تايوان، فيما أفادت وسائل إعلام أمريكية أن اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني، شي جين بينغ، سيتناول القضية ويمكن حلها من خلاله.
تحذير صيني جديد
وقالت بكين، وفق ما نقلت وسائل إعلام، إنها مستعدة تماماً للرد بإجراءات قوية إذا قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة تايوان، حيث ستكون أكبر مشرّع من الولايات المتحدة يزور الجزيرة منذ عام 1997.
وأكدت بيان صيني أن التبادلات الرسمية مع تايوان تنتهك سياسة الصين الواحدة، التي تسترشد ببيانات مشتركة بين البلدين منذ السبعينيات من القرن الماضي.
يأتي ذلك البيان بعد أيام من تهديد صيني، حذرت خلاله من أنها لا تستبعد اتخاذ إجراء عسكري رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، القادمة إلى تايوان.
خطط متكررة
ونقلت وكالة رويترز قبل أيام عن الخارجية الصينية، قولها إن على الولايات المتحدة، أن تتحمل جميع العواقب والتبعات التي ستسفر عنها زيارة بيلوسي إلى تايوان.
واعتبرت وزارة الخارجية الصينية، أن هذه الزيارة تقوض بشكل خطير سيادة الصين على أراضيها، مؤكدة أن بكين ستتخذ إجراءات صارمة لحماية سيادتها على أراضيها.
وتخطط نانسي بيلوسي لزيارة تايوان الشهر المقبل لإظهار دعمها لتايبيه في مواجهة الصين، في أول زيارة يقوم بها رئيس لمجلس النواب الأمريكي إلى البلاد منذ 25 عاماً.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن مصادر مطلعة، أن بيلوسي ستسافر على رأس وفد إلى تايوان في أغسطس المقبل.
وكانت بيلوسي ألغت زيارة سابقة في أبريل بعد أن أصيبت بفيروس كورونا، وسبق ونددت الخارجية الصينية بخطط بيلوسي المتكررة لزيارة تايوان.
صفقة أسلحة
وكانت أصدرت وزارة الدفاع الصينية قبل أيام، بياناً قالت فيه، إنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية السيادة الوطنية، لافتة إلى أن أي تقويض للسلام في تايوان سيكون مسؤولية واشنطن، حسب وصفها.
وفي وقت سابق، وافقت الولايات المتحدة على صفقة محتملة بقيمة 108 ملايين دولار لتقديم خدمات فنية عسكرية لتايوان.
فيما أعربت تايوان عن امتنانها البالغ للموافقة الأمريكية، متوقعة "إنجاز الصفقة في غضون شهر".
وتشمل الصفقة قطع غيار وإصلاحاً للدبابات والمركبات المقاتلة، ومساعدة لوجيستية وفنية من الحكومة الأمريكية ومقاولين.
استعداد تايواني
أمس الإثنين، دوت صافرات الإنذار لإخلاء الشوارع إجبارياً في تايوان، للقيام بالتدريبات العسكرية، التي تسببت في إغلاق بلدات ومدن في أنحاء شمال البلاد لمدة نصف ساعة.
وعبر رسائل نصية على الهاتف المحمول، طالبت السلطات التايوانية الناس بالانتقال لأماكن آمنة على الفور، ومن جانبه رئيس بلدية تايبيه، كو وين جي، قال لوسائل إعلام: "من الضروري الاستعداد لحالة الحرب".
وفي العاصمة تايبيه، وجّهت الشرطة المركبات للتحرك إلى جانب الطريق وطُلب من المارة البحث عن مأوى. وأغلقت المتاجر والمطاعم أبوابها وأطفأت الأنوار؛ تجنباً لأن تصبح هدفاً في حالة وقوع هجوم ليلي.
وتدرب رجال الإطفاء على إخماد حريق اندلع بسبب هجوم صاروخي. ودوت صفارات الإنذار مجدداً بعد 30 دقيقة في إشارة لانتهاء التدريب، بحسب ما نقلت وسائل إعلام.
مكالمة هاتفية منتظرة
ويوم الأربعاء الفائت، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعتزم التحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بحلول نهاية الشهر، ويتوقع التطرق بشكل أساسي لقضية تايوان.
وتعتبر قضية تايوان أكثر القضايا الشائكة بين البلدين على مدار أعوام، حيث تطالب الصين بالسيادة عليها، بينما تطالب سلطات تايبيه بالاستقلال عن الصين.
وتواصل الصين تحذير الولايات المتحدة من أن أي محاولة لفصل تايوان دولة مستقلة عن الصين ستشعل فتيل عمل عسكري من جانب القوات الصينية، وتهدد بكين بشكل متكرر بغزو تايوان والسيطرة عليها عسكرياً معتبرةً أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وكان وزير الدفاع الصيني، وي فينغي، هدد بسحق "استقلال تايوان" والتعامل عسكرياً ضد أي جهة تحاول دعم هذه الفكرة "الانفصالية".
بايدن سبق وكرر في أكثر من مناسبة أن بلاده ستدعم تايوان إذا ما قررت الصين استعمال القوة العسكرية لضمها، إلا أنّ البيت الأبيض والبنتاغون أصدرا بيانات توضح أن الولايات المتحدة ملتزمة باعترافها بمبدأ "الصين واحدة"، وهو الذي لا يعطي حقاً لتايوان بالاستقلال.
[caption id="attachment_472833" align="aligncenter" width="1200"]
تحذير صيني.. بيلوسي بمرمى النيران واتصال هاتفي يحول دون حرب[/caption]
