في تحدٍ ومواجهة جديدة بين الصين وأمريكا، أبحرت مدمِّرة أمريكية بالقرب من جزر سبراتلي المتنازع عليها، اليوم السبت، في ثاني عملية من "حرية الملاحة" في غضون أسبوع في بحر الصين الجنوبي.
مواجهة بين الصين وأمريكا
وفي بيان تناقلته وسائل إعلام، قالت البحرية الأمريكية إنه "في 16 يوليو، أكدت المدمرة بينفولد على الحقوق والحريات الملاحية في بحر الصين الجنوبي بالقرب من جزر سبراتلي بما يتفق مع القانون الدولي".
[caption id="attachment_470396" align="aligncenter" width="1160"]

مواجهة بحرية بين الصين وأمريكا.. مُدمِّرة أمريكية تتحدى الجيش الصيني بمنطقة متنازع عليها[/caption]
وكان الجيش الصيني أكد قبل يومين أنه أبعد "السفينة ذاتها، وهي المدمرة "بينفولد"، عندما أبحرت بالقرب من جزر باراسيل المتنازع عليها أيضاً".
وتنفذ الولايات المتحدة بانتظام ما تسميه عمليات "ضمان حرية الملاحة" في بحر الصين الجنوبي، متحديةً ما تقول إنه قيود على المرور تفرضها الصين وآخرون.
وكان الجيش الصيني أجرى الشهر الفائت مناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه تزامناً مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان والتي ركزت بشكل كبير على مواجهة "التهديد الصيني".
وفي مارس الماضي قام الجيش الأمريكي بتدريبات عسكرية مع الفلبين وركزت المناورات بين الحليفين القديمين على صراع محتمل في بحر الصين الجنوبي.
الصين ترفض التحركات الأمريكية
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر صينية، قولها إن بكين لا تعرقل حرية الملاحة أو الطيران، وتتهم الولايات المتحدة بتعمد إثارة التوتر بالمنطقة.
وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً، إلا أنّ فيتنام والفلبين وماليزيا وتايوان وبروناي لديها مطالب أيضاً بالسيادة متنافسة ومتداخلة في كثير من الأحيان.
وشيدت الصين جزراً صناعية على بعض ممتلكاتها في بحر الصين الجنوبي، ضمت مطارات، الأمر الذي أثار مخاوف إقليمية بشأن نوايا بكين.
وبحر جنوب الصين هو بحر هامشي متجزئ من المحيط الهادي، يشمل المنطقة من سنغافورة ومضيق ملقا إلى مضيق تايوان، ومساحته تقارب 3,500,000 كم². تأتي أهمية هذه المنطقة نتيجةً لعبور ثلث الشحنات البحرية العالمية بمياهه، كذلك ويُعتقد أنه يحتوي على احتياطات هائلة من النفط والغاز الطبيعي تحت رمال قاعه.
وذكرت وسائل إعلام غربية أن بحر الصين الجنوبي يشهد نزاعات إقليمية بين عدَّة دول حول السيادة على بعض الجزر، ومن المرشح أن يتصاعد التوتر في المنطقة بسبب توسُّع الصين في استراتيجية استصلاح الأراضي البحرية هناك، إضافة إلى مخاوف من توسيعها مجال دفاعها الجوي ليؤثِّر على وضعية الجزر محل النزاع.
ويتبادل الصينيون والأمريكيون بشكل متواتر الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد إلى "عسكرة" بحر الصين الجنوبي.
وإلى جانب ملف تايوان الشائك بين الصين وأمريكا ظهر الصراع جلياً مؤخراً في بحر الصين الجنوبي وجزر المحيط الهادئ، حيث تحاول الصين التوسع أمنياً وعسكرياً، فيما ترفض أمريكا وحلفائها ذلك وتواجهه، حيث تتبادل الأطراف التهديدات بالتصعيد منذ مدّة.
[caption id="attachment_470395" align="aligncenter" width="1200"]

مواجهة بحرية بين الصين وأمريكا.. مُدمِّرة أمريكية تتحدى الجيش الصيني بمنطقة متنازع عليها[/caption]