كشف تقرير لصحيفة أمريكية، اليوم الإثنين، عن خطة روسية بأوكرانيا تسير على ذات الخطى التي اتبعتها موسكو في الشيشان، وتعمل على إخضاع كييف بنفس الطريقة التي خضعت بها غروزني، فيما تحدث الرئيس الأوكراني عن أيام صعاب قادمة، مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا منذ أشهر.
خطة روسية بأوكرانيا
وذكرت صحيفة "أتلانتيك" الأمريكية في تحليل لها، أن الآلة العسكرية الروسية الهائلة تتجه في المدن إلى "تحطيم الشوارع والمباني، ببطء ولكن بثبات".
[caption id="attachment_452859" align="aligncenter" width="1920"]
صحيفة أمريكية: خطة روسية بأوكرانيا استخدمتها بالشيشان.. وزيلينسكي يحذّر من أسبوع "صعب"[/caption]
وقارن التقرير بين استراتيجية روسيا في أوكرانيا، وتلك التي قادتها موسكو في الشيشان، قبل أعوام، معتبرةً أنها تمضي بنفس الأسلوب.
وقالت الصحيفة: "قبل عقدين من الزمن، دمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دولة الشيشان ذات السيادة وأخضع شعبها وخلق مكانها أرضاً من الخراب والفوضى والخوف".
إلا أنّها تشير بأن نجاح الخطة الروسية في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 ضعف عدد سكان الشيشان، يجب أن يكون التدمير أكثر مضاعفة، حسب وصفها.
وتتحدث الصحيفة أن الأمم المتحدة اعتبرت دمار عاصمة الشيشان غروزني هو "الأكبر على وجه الأرض"، بينما تقارنها مع مدينة ماريوبول، "المدينة الأوكرانية التي كانت نابضة بالحياة"، مشيرةً إلى أنها تحولت إلى أنقاض.
أما عن خطوات روسية التالية بعد التدمير، فترى الصحيفة أنها تتمثل بإعداد مرشحين لقيادة المناطق التي تسيطر عليها، وتجهيزهم ليصبحوا بذات الولاء الذي قدمه أحمد قديروف، ونجله رمضان قديروف، الذي أصبح موالياً لروسيا.
ويقول التقرير إن الجانب الأكثر تشاؤماً في هذه الخطة هو الاستعداد الروسي للانتظار لسنوات، إذا لزم الأمر، لفرضها بالكامل.
وكانت روسيا خاضت حربين بالشيشان انسحبت بالأولى وفق اتفاق وقف إطلاق النار مع الشيشانيين المعروف باسم "خاسافيورت"، بينما بالحرب الثانية كانت أكثر ضراوة وتسببت بتدمير البلاد وإخضاعها، وبالمقارنة مع أوكرانيا فقد خاضت روسيا حرباً في 2014 حين سيطرت على شبه جزيرة القرم، ومنذ فبراير الفائت وهي تخوض حرباً أكبر
وأقوى للسيطرة على البلاد.
زيلينسكي يحذّر
وحذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أن روسيا قد تكثّف "نشاطها العدائي"، خصوصاً خلال الأيام القليلة القادمة بعد أن تقدمت أوكرانيا بطلب العضوية للاتحاد الأوروبي وتنتظر من دول الاتحاد الرد عليها.
وقال زيلنسكي، في خطابه اليومي: إن هناك "بعض القرارات المصيرية بالنسبة لأوكرانيا"، مثل ذلك المتوقع صدوره عن الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، معتبراً أنّ "وحده القرار الإيجابي، سيكون في مصلحة كامل أوروبا".
وتابع قائلاً: "من الواضح أننا نتوقع أن تكثف روسيا نشاطها العدائي هذا الأسبوع .. نحن نستعد .. نحن جاهزون"، وسبق وتعهد الرئيس الأوكراني بأن قواته لن تتخلى عن جنوب البلاد، وذلك خلال زيارة قام بها إلى خط المواجهة هناك.
وترافقت تحذيرات زيلنسكي مع تقديرات أطلقها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو، ينس ستولتنبرغ، من إمكانية استمرار الحرب "لسنوات"، وحثّ الدول الغربية على الاستعداد لتقديم مساعدات عسكرية وسياسية واقتصادية طويلة الأمد.
وقال في حديث لصحيفة "بيلد أم سونتاغ" الألمانية: "يجب ألا نضعف دعمنا لأوكرانيا، ولو كانت التكاليف باهظة، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضاً بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء".
ومن جانبه أيضاً أطلق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تحذيراً مشابهاً، وقال إن الفشل في تقديم دعم مستمر لكييف، قد ينتج عنه خطر "أكبر انتصار للعدوان منذ الحرب العالمية الثانية".
يذكر أنّ الحرب الروسية في أوكرانيا مستمرة منذ 24 فبراير الماضي، سيطرت خلالها روسيا على جزء واسع من منطقة دونباس وأنهت المرحلة الأولى وبدأت مرحلة ثانية، بعد أن ابتعدت عن العاصمة كييف وأعادت توجيه قواتها نحو الشرق والجنوب بدلاً من السيطرة الكاملة.
[caption id="attachment_452860" align="aligncenter" width="1200"]
صحيفة أمريكية: خطة روسية بأوكرانيا استخدمتها بالشيشان.. وزيلينسكي يحذّر من أسبوع "صعب"[/caption]
