قالت وسائل إعلام غربية، اليوم الجمعة، إن هزيمة القوات الروسية في غوستوميل شمال غرب العاصمة كييف، وتضم مطار أنطونوف العسكري الذي هاجمته القوات الروسية في 25 فبراير/ شباط أدت إلى تغيير مسار المعركة بشكل كامل.
غوستوميل غيرت مسار المعركة
وذكرت أن جندي أوكراني روى تفاصيل المعركة التي "غيرت مجرى الحرب" الروسية ضد بلاده، وكيف ساهم القتال ضد الروس في شرق البلاد خلال السنوات الثماني الماضية في منح الأوكرانيين الأفضلية على الأرض اليوم.
وأشارت إلى أن الملازم أول "ستارسكي"، وهو اسم مستعار، كان من بين القوات الأوكرانية التي شاركت في الصراع المحتدم في شرقي البلاد ضد القوات المدعومة من موسكو.
وقال ستارسكي إن: " شغفه في القتال ضد الروس تبلور خلال الأيام الصعبة لانتفاضة ميدان عام 2014 المناهضة للنفوذ الروسي في أوكرانيا".
وأصيب ستارسكي خلال تلك الاحتجاجات التي ألهمته للانضمام إلى الحرس الوطني الأوكراني، حيث أمضى السنوات التالية يقاتل في الخطوط الأمامية في دونباس.
وأضاف ستارسكي: "لقد أمضينا ثماني سنوات في تعلم القتال ضد الروس على وجه التحديد، لذا فقد ارتكبوا خطأً فادحاً".
واستفاد ستارسكي من مهاراته عندما بدأت 35 طائرة هليكوبتر روسية، في اليوم الأول من الغزو الروسي، بمهاجمة مطار غوستوميل في الضواحي الشمالية الغربية للعاصمة الأوكرانية كييف.
وكشفت وسائل الإعلام أنه في البداية استهدف ستارسكي ورفاقه طائرات الهليكوبتر الهجومية القادمة ببنادقهم وقال "في البداية اعتقدت أنها فكرة غبية، لأن المروحيات كانت مدرعة".
وأضافت أن ستارسكي وقواته من المدافعين الأوكرانيين قاوموا ببسالة، وبعد معركة شرسة استمرت ثلاثة أيام وتسببت بتدمير مدرج المطار وحظيرة الطائرات والطائرات المخزنة هناك، حققوا انتصاراً غير متوقع واستعادوا السيطرة الكاملة على المطار.
وأوضح ستارسكي "لاحقاً، أدركنا أن ما فعلناه قد غير مسار الحرب".
ومنع ستارسكي وزملاؤه القوات الروسية من إنشاء جسر جوي يمتد من روسيا إلى منطقة كييف من خلال التمسك بمطار غوستوميل، حتى لو كان ذلك يعني تدميره.
كيف غيرت غوستوميل مسار الحرب
وأكدت وسائل الإعلام أنه لو أن الجنود الأوكرانيين فشلوا، لكان الجيش الروسي قادرا على نقل الإمدادات والمعدات، والأهم من ذلك، المزيد من القوة البشرية، وربما تمكنوا من الاستيلاء على كييف نفسها، وفقا لشبكة "سي بي إس".
وأضاف ستارسكي: "إذا تمكنوا من إنزال طائرات الشحن الخاصة بهم في غوستوميل، فسيكون لدينا لواء روسي كامل متمركز على بعد 10 كيلومترات فقط من كييف، وستكون هذه مشكلة كبيرة.. اعتقد أن الغزو سيبدو مختلفاً تماماً".
وأدت الهزيمة في غوستوميل إلى عرقلة تقدّم الروس، لكنها لم تمنعهم من السيطرة على بوتشا القريبة والمدن الأخرى، حيث يواجهون اتهامات بإعدام مئات المدنيين العزل.
وكشف ستارسكي أنه يشعر بالقلق من أن الحرب الروسية ضد بلاده قد تصبح أقذر، ويؤكد أن الضباط الروس المنتشرين في دونباس تلقوا ترياقاً لحمايتهم من آثار أسلحتهم الكيماوية، مضيفاً: "لدينا معلومات عن استخدام الروس أسلحة كيماوية خلال المعارك".
[caption id="attachment_441050" align="aligncenter" width="1200"]
أسرار معركة غوستوميل... اللحظة الفاصلة التي غيرت مسار الحرب في أوكرانيا[/caption]
