مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لليوم السادس عشر على التوالي، بدأت العديد من الدول ومنها الدول العربية تتجه إلى خزن الذهب لا سيما مع الوضع الاقتصادي الذي نشأ على إثر الحرب والعقوبات الاقتصادية.
أغنى الدول العربية باحتياطي الذهب
وتعتبر الدول العربية من الدول الغنية بهذا المعدن النفيس، حيث تتوافر فيها الموارد الكافية للاكتفاء الذاتي والتخزين بوقت الحروب.
ومن بين الدول العربية، احتلت السعودية المركز الأول في احتياطيات الذهب التي بلغت 323 طن، استنادًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، لتليها لبنان بمقدار 286 طن، ثم الجزائر باحتياطات بلغت 173.6 طن.
ويلي الجزائر في الترتيب كل من (ليبيا 116.6 طن، العراق 96.4 طن، مصر 80.9 طن، الكويت 78.7 طن، قطر 65.7 طن، الإمارات 55.7 طن، الأردن 37.3 طن، سوريا 25.8 طن، المغرب 22.2 طن، تونس 6.8 طن).
وشهدت مصر ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب بنسبة تتراوح بين 8-10% منذ اندلاع الحرب، مما تسبب في ضعف في حركة المبيعات، خاصة بين الطبقة المتوسطة التي تمثل النسبة الأكبر من حركة البيع، ويتركز شرائها في المشغولات الذهبية عيار 21.
ولم يظهر السودان في قائمة الدول الـ15 الأفضل عربيا من حيث احتياطيات الذهب الصادرة الشهر الجاري من مجلس الذهب العالمي.
وبلغ احتياطي الذهب في السودان طبقا لتصريحات سابقة لوزارة المعادن 1550 طنا، فيما دعت شركة الموارد المعدنية مؤخرا لضرورة بناء احتياطي كاف من الذهب لـ"اليوم الأسود".
روسيا تضع عينها على السودان
نقلت وكالة فرانس برس، عن خبراء تأكيدهم بأن موسكو بدأت تعمل على تعزيز علاقاتها مع السودان ذي الموقع الاستراتيجي في القارة الأفريقية، وعينها على موارده الطبيعية ومناجم الذهب فيه.
وتندرج زيارة محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الذي يرأسه البرهان، على رأس وفد رفيع إلى موسكو عشية بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، في إطار هذا التقارب الذي يخدم، وفق خبراء، المصالح الروسية ويساهم في توسيع النفوذ الروسي في أفريقيا.
وامتدت زيارة دقلو المعروف بـ"حميدتي" لثمانية أيام، وتعد أطول زيارة لمسؤول سوداني كبير إلى روسيا، في وقت يشهد السودان اضطرابات واحتجاجات مستمرة منذ أن أطاح البرهان بشركائه المدنيين من الحكم.
وفي عام 2014، وقع وزير المعادن السوداني آنذاك، أحمد الكاروري، اتفاقا مع مع وزير البيئة والموارد الطبيعية الروسي حول التنقيب عن المعادن والنفط.
ودخل سوق التنقيب السوداني عدد من الشركات الروسية بموجب هذا الاتفاق، وكان على رأس هذه الشركات شركة "سيبرين" التي وقعت اتفاقاً عام 2015 بحضور البشير لإنتاج 46 طنا من الذهب خلال ستة أشهر، ولكنها فشلت في ذلك، ما دفع الحكومة إلى إنهاء امتيازها عام 2018.
وأشارت فرانس برس إلى أنه في عام 2017، دخلت شركات للعمل في ولايات نهر النيل والبحر الأحمر والشمالية مثل شركة "غولد ميرور" المرتبطة برجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين، حليف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس مجموعة "فاغنر" الأمنية الروسية الخاصة.
ويؤكد خبراء تحدثوا لفرانس برس أن "حجم ومجالات الاستثمارات الروسية في السودان، خصوصا في مجال تعدين الذهب، يحيط بها الكثير من الغموض".
بوتين نقل الذهب استعداداً للحرب
وقبل أيام تحدث تقرير لصحيفة “تلغراف” البريطانية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حضّر للعقوبات الدولية بأطنان من الذهب الإفريقي، ومن السودان كمصدر رئيسي.
وقال التقرير إن روسيا هرّبت مئات الأطنان من الذهب السوداني خلال السنوات الماضية، كجزء من بناء “حصن لروسيا” ومنع تداعيات العقوبات التي قد تُفرض عليها إذا غزت أوكرانيا.
يذكر أنّ السودان تعتبر من أكثر الدول الغنية بمعدن الذهب عربياً وأفريقياً إلا أنّ الأوضاع السياسية بالبلاد حالت دون استثمار هذه الثروة بشكل مثالي.
[caption id="attachment_436447" align="aligncenter" width="554"]
الأرقام.. قائمة أغنى الدول العربية باحتياطي الذهب وروسيا نقلت ثروة إحداها لبنوكها استعداداً للحرب[/caption]
