لا شكّ أن كثيرين منا قد أحاطوا بصورةٍ أو بأخرى بمراحل تطور حلم الطيران لدى البشرية خلال العصور المختلفة وخاصّةً العصر الصناعي الذي أتاح المجال لكثير من الافكار حتى الخيالية منها أن تصبح حقيقة وهو ما جسّده المخترعون الحالمون بالطيران بصناعة أول طائرة مستقرة، ومع مرور الزمن غزت الطائرات الحربية عالم الجيوش والتسليح وأصبحت معياراً هاماً يكشف مدى تطور جيشٍ عن آخر.
وعلى اختلاف الروايات التي تنسب أول طائرةٍ عرفتها البشرية، ما بين السير "جورج كايلي" الملقب بـ "أبو الطائرة" والأخوين الأمريكيين، أورفيل وويلبر رايت، فمع تطور الأدوات المتاحة والإمكانيات والدوافع التي حذت ببعض الدول للاتجاه نحو بسط سيطرتها على الجو كما البر والبحر، ومن هنا بدأ سباق تصنيع الطائرات الحربية.
البديات المتعثرة لصناعة الطيران
فبعد البدايات المتعثرة التي قابلتها صناعة الطيران فإنّها ومع تراكم التجارب والخبرات شهدت قفزاتٍ متتالية، كما بدأ استخدام الطيران للأغراض العسكرية، مما أدى إلى حدوث تطورٍ مثير للإعجاب في صناعتها في وقتٍ قصيرٍ نسبياً بعد اختراعها.
أمّا في الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، فقد شهدت تطوراً سريعاً في تكنولوجيا الطيران، حيث تطوّرت الطائرات من الطائرة المزدوجة المصنوعة من الخشب والقماش إلى الطائرة أحادية السطح المصنوعة من مادة الألومنيوم.
ووفقاً لخبراء عزو التطور الثوري في مجال صناعة الطيران إلى أسباب عسكرية، لكنّ الطيران التجاري استفاد منه بلا شكٍّ بشكل كبير، إذ أنّه وبعد انقضاء الحرب العالمية الثانية اتجهت بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى بناء مصانع يمكنها تصنيع الطائرات بأسعارٍ تتيح باستخدامها في الطيران المدني.
أمّا فيما يتعلّق بالطائرات المتقاعدة من الحروب، فقد تمّ تسييرها في رحلات نقلٍ تجارية و نقل الأشخاص و البضائع، ولاحقاً توسّعت شركات النقل الجوي و وتنوعت على مستوى العالم.
أول استخدام لـ الطائرات الحربية في التاريخ
ومع اقتراب انقضاء العام 2021، يكون قد مضى 110 سنواتٍ تقريباً على بدأ استخدام أوّل طائرةٍ حربية في التاريخ، وجرى ذلك من قبل القوات الإيطالية في مواجهة الدولة العثمانية في شمال إفريقيا في الحرب عام 1911، حيث استخدمها الإيطاليون ضدّ الأتراك بالقرب من طرابلس.
وتشير الوثائق التاريخية، إلى أنّ الطائرات لم تستخدم على نطاقٍ واسع حتى الحرب العالمية الأولى والتي استمرت لأربع سنواتٍ ما بين عامي 1914-1918 ، حيث كانت الطائرات في البداية غير مسلحة وتستخدم في عمليات الاستطلاع، إذ كانت بمثابة امتدادٍ لعيون القائد البري، ومع ذلك فإن الحاجة إلى حرمان العدو من هذا الاستطلاع سرعان ما أدّى إلى اشتعال الحروب جوّاً، لرغبة كل جانب على تحقيق النصر والتفوق جوّاً.
وفي تلك الأثناء، لم تكن الطائرات المقاتلة ذات تصميمٍ معقد، بل على العكس كانت تمتاز بالبساطة وهيكلٍ خشبي بسيط وخفيف يحمل رشاشاً، من طرازٍ خفيف أيضاً لتخفيف الوزن في الطائرة قدر المستطاع، والتي كانت تمتلك القدرة على القتال ضمن مدىً معيّن وقريب.
أمّا في مرحلة ما بعد انقضاء الحرب العالمية الأولى، لاحظت الدّول أهمية وجود هذا السلاح في خوض المعارك وأخذت تنمّي فيه وتطوّر من إمكانياته.
أول طائرة نفاثة في العالم تحمل العلم الألماني
وفي عام 1942، ظهرت أوّل طائرة نفاثة في العالم إلى العلن وهي تحمل عملاً ألمانياً وكانت تحمل اسم "ميسرشميت"، إذ بلغت سرعتها حينها 900 كم في الساعة، حيث كانت الطّائرة الأسرع في الحرب العالميّة الثانية.
وتشير المصادر التاريخية، إلى أنّ أوّل اقتتالٍ تاريخي وقع بين طائرتين نفاثتين، كان في عام 1950 في الحرب الكوريّة، حيث اعترضت طائرةٌ أمريكية من نوع "إف 80" طائرتين تابعتين لكوريا الشمالية من نوع "ميغ 15" ما أدّى إلى إسقاطهما.
[caption id="attachment_415130" align="aligncenter" width="583"]
الطائرات الحربية.. متى تمّ استخدامها لأول مرة ومن صنع أول طائرةٍ بمحركٍ نفّاث؟![/caption]
