قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس الإثنين، إن مسلسل لعبة الحبار الذي نال المرتبة الأولى بالمشاهدات عالمياً ويتضمن أكثر مشاهد الرعب قسوة في الإنتاج الفني، كان أحد أسباب استعادة الذكريات لدى معتقل سوري سابق في سجون النظام السوري.
لعبة الحبار والواقع في المعتقلات
ونقلت عن اللاجئ، عمر الشوغري قوله: "الكثير من الناس الذين أعرفهم كانوا يشاهدون مسلسل "لعبة الحبار"، الدراما البائسة التي يشارك فيها اللاعبون في ألعاب الأطفال الكورية التقليدية ويحكم على الخاسرين بالإعدام" مضيفاً "أصدقائي يرون لعبة الحبار كنوع من فيلم رعب فقط وبالنسبة لهم، إنه خيال، خرافة مخيفة". وتابع "لكن بالنسبة لي، إنه تذكير بالسنوات الثلاث التي قضيتها في معتقلات النظام السوري، لقد كنت أشاهده لمعرفة ما إذا كان المسلسل يمكن أن يساعدني على فهم ما عشته". وأضاف "المسلسل بأكمله، الذي يفصل عالما من الوحشية المتقلبة، عرضني لبعض المشاعر الشديدة. لكن أقساها كان الحلقة السادسة "غغانبو" حيث تتعرض الشخصيات للاختبارات الأكثر وحشية حتى الآن، وهو تأليب الأصدقاء والحلفاء ضد بعضهم البعض". اقرأ أيضاً:رسائل خفية تكشف نهاية مسلسل “لعبة الحبار” غير المتوقعة وسر يكمن بإحدى حلقاته
وأوضح "عندما يطلب من اللاعبين اختيار الشركاء، غريزتهم الأولى هي اختيار الشخص المفضل لديهم، انهم لا يعرفون انهم سوف يصابون بالندم على ذلك في وقت لاحق. عندما يتم الإعلان عن قواعد اللعبة ، يتعلم اللاعبون الحقيقة القاسية: يتنافس الشريكان ضد بعضهما البعض، ومن يخسر اللعبة سيتم القضاء عليه". وتحدث المعتقل السوري عن معاناته داخل سجن صيدنايا تحديداً، قائلاً: "داخل سجن صيدنايا السوري الشائن، عشت النسخة الواقعية من هذه الحلقة، جاء الحراس إلى الزنازين وطلبوا من صديقي جيهان تسمية أقرب أصدقائه بين السجناء، لقد تفاجأت أنه لم يعطهم اسمي بعد كل شيء، كنت صديقه هناك لفترة أطول من أي شخص آخر". وتابع "بدلا من ذلك (جيهان) سمى صديقا آخر لنا ثم سلمه الحارس مفك براغي وقال له استخدم هذا لقتل صديقك وإلا سيضطر لقتلك. لديك عشر دقائق، وأغلق الحارس الزنزانة وابتعد. بدأ الصديق على الفور يتوسل إلى جيهان بقوله إذا قتلتني، فإن طفلي سيصبح يتيما لكن جيهان لم يرى أي مخرج كان يعلم أن أحبائه سيعانون من موته". اقرأ أيضاً:مسلسل لعبة الحبار.. أحداث مشوقة ورسائل خفية
وأضاف: " مع مرور الثواني الأخيرة، اتخذ قرارا بقتل صديقه وحمل الذنب الذي سيعيش معه إلى الأبد، كانت هذه واحدة من أكثر اللحظات رعبا في حياتي في السجن، شاهدت أحد أصدقائي يقتل صديقا آخر أمام عيني مباشرة. مشاهدة "لعبة الحبار" جلبت كل شيء مرة أخرى".