
الصراع على زعامة العالم الإسلامي
لكن ما جعل تركيا تخرج كمنافس للمملكة بعد أن كانت إيران ذات الغالبية المسلمة الشيعية هي المنافس لأكثر من عقد، هو اندلاع ثورات الربيع العربي والطفرة الاقتصادية التي حققتها تركيا خلال العقدين الفائتين، وتفاقم طموحات رئيسها العثمانية في الوصول لقيادة العالم الإسلامي ليصبح مواجهاً قوياً لكل من أمريكا وإسرائيل، فتدخلت أنقرة في معظم الأزمات التي كانت تحاول السعودية حلها كالأزمة السورية والعراقية والليبية إلى جانب محاولتها التدخل في لبنان مؤخراً ومحاولة التقرب من مصر ودول إسلامية أخرى. ورغم فشل تركيا في قمة كوالالمبور الإسلامية العام الفائت، والتي فازت فيها المملكة العربية بلقب "زعامة العالم الإسلامي"، إلا أنها لا تزال تخوض حراكاً دبلوماسياً لافتاً في الدول العربية الإسلامية من آسيا إلى أفريقيا، في رغبةٍ من أردوغان على تقديم نفسه كزعيمٍ إسلامي له ثقله وكلمته بين الدول الكبرى. تحاول تركيا استغلال الكثير من النقاط لصالح أن تحظى بهذا اللقب، منها تنديدها باتفاقيات إبراهيم التي اتفقت فيها عدد من الدول العربية الإسلامية مع إسرائيل، متزعمةً في ذلك حرصها على مصالح الشعب الفلسطيني، كما استغلت تركيا قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي على مدار السنوات الأخيرة، والكثير من القضايا الشائكة الأخرى بما فيها الخلاف حول تنظيم الإخوان المسلمين في العالم العربي. وتأتي محاولات تركيا وسط عوائق عدّة تواجه الرئيس، رجب طيب أردوغان، الباحث عن هذا اللقب، منها أن العديد من الدول العربية تشكّ بنوايا تركيا التي تغلبها المصلحة الاقتصادية والسياسية وبأنه يستغل الإسلام لتحقيق مبتغاه ولا تنظر إليه بعين الود، فعندما قُتل جنوده في إدلب كاد أن يجعل اللاجئين السوريين ضحايا لهجرة غير شرعية أمام الجيش اليوناني وكثيراً ما استغل قضية اللاجئين لغاياتٍ سياسية لا إنسانية. ونذكر هنا تنديد جامعة الدول العربية في 3 مارس/ آذار الجاري بأفعال أنقرة في عدد من الدول العربية داعيةً إيّاها إلى الخروج منها؛ وكذلك علاقتها المعلنة وغير المعلنة مع إسرائيل لا سيّما أنها أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل عام1949، ويُضاف إلى كل ذلك هو ما تعانيه تركيا داخلياً وكثرة المعارضين لحكم أردوغان وإقدامهم على فتح ملفات فساد ضده وحزبه بشكل مستمر.¶ من هي الدولة التي تستحق زعامة العالم الإسلامي ؟
أجرت وكالة "ستيب الإخبارية"، في 2مارس/آذار الجاري، استطلاع رأي استهدف آلاف المتابعين في دولٍ مختلفة، عبر منصتي "تويتر" ويوتيوب"، حول رأيهم في الدولة التي تستحق زعامة العالم الإسلامي، ما بين المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران أو إذا كانوا يرون أن هناك دولة أخرى غير مذكورة في الاستطلاع هي من تستحق اللقب. وتبين من خلال استطلاع الرأي على موقع "يوتيوب" أن 28% من المتابعين صوتوا لصالح المملكة العربية السعودية، في حين صوت 21% منهم لصالح تركيا، فيما حظيت إيران فقط بنسبة تصويت 3%، في الوقت الذي كانت النسبة الأكبر من التصويت والتي بلغت 48% لصالح دولة أخرى لم ترد في الاستطلاع. [caption id="attachment_352400" align="alignnone" width="1072"]

¶ ردود المتابعين على استطلاع الرأي
اختلفت تعليقات المتابعين على هذا الاستطلاع، ورغم أن الاستطلاع استهدف ثلاث دول محددة وترك الخيار الرابع مفتوحاً، إلا أن التصويت لصالح جامعة الدول العربية كان بمثابة المفاجأة فقد كان الأبرز والأكثر وروداً في ردود المتابعين الذين لم يختاروا دولهم إنما حددوا شروط نجاح ذلك، بالإضافة إلى من قال إنَّ مصر تستحق لقوتها وكثافتها السكانية وبين من ذكر أن إندونيسيا والكويت جارة السعودية من تستحق، وبين من أكّد على ضرورة أن تقود كل دولة نفسها وتتخذ من القرآن قائداً.




