عملية اغتيال قاسم سليماني
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكيّة برئاسة دونالد ترامب، مسؤوليتها عن عملية اغتيال قائد ميليشيا فيلق القدس الإيراني الأسبق، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في 3 يناير/كانون الثاني من العام الفائت، عَقَبَ الحادث مباشرةً.
بعد مرور عامٍ كامل، قدم الخبير العسكري والاستراتيجي، أعياد الطوفان، رواية جديدة لسيناريو العملية، قائلاً إنَّ: "دولة أخرى هي من نفذّت عملية الاغتيال بثلاث طائرات مسيّرة، دخلت إلى الأجواء العراقيّة من الأردن بموافقات رسمية".
وأضاف الطوفان: "الطائرة الأولى دخلت من الأردن في الساعة 11:15 من ليلة الثاني من كانون الثاني، أي قبل العملية بيومٍ واحد وهي من نوع إم كي 9 أي، مسيّرة أمريكيّة وتبلغ سرعتها 220 كم/ الساعة، وكانت غير مسلحة".
وتابع في ذات السياق: "أما الطائرة الثانية؛ فدخلت في الساعة 2:15 قبل يوم من الحادث، وكذلك الثالثة التي دخلت عبر الأردن أيضاً، في الساعة العاشرة ليلاً بالتزامن مع طائرة سليماني التي أقلعت من سوريا"، وفق ما نقلتها عنه شبكة رووداو الإعلامية.
[caption id="attachment_337695" align="aligncenter" width="558"]

خبير عسكري يكشف تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال قاسم سليماني[/caption]
الموقف العراقي
وفيما يخصّ الموقف العراقي من العملية، قال الخبير العسكري إنَّ: "الطائرات الثلاث أخذت نوعين من الموافقة؛ الأولى تتعلق بإذن الدخول من الأردن إلى العراق والثانية للطيران فوق المنطقة المحرمة، من قبل قيادة الدفاع الجويّ الموجّه لرئاسة أركان الجيش بعنوان (تقرير ضربة) يوم الحادث نفسه".
وأشار الطوفان إلى وجود نوعين من الرمي لإيقاف الطائرات التي تخترق الأجواء الوطنيّة، وهما: المقيّد (إذا التزمت الطائرة بالخط المخصص للطيران)، والحر (عندما تخترق المنطقة المحرمة)، وحينها يبدأ الرمي الحر بـ"الأسلحة والصواريخ"، إلى جانب وجود الطائرات المتصدية التي تتبع القوة الجويّة، لكنها تعمل بإمرة الدفاع الجويّ، وواجبها منع الدخول غير المرخص للطائرات، على حدِّ تعبيره.
وبيّن أن "الطائرات المسيّرة الثلاث كانت فوق منطقة العملية في الساعة الواحدة إلا ربع، قبل أن تنسحب الأولى في الساعة الواحدة إلا دقيقتين، والثانية عند الساعة الواحدة، والثالثة في الواحدة وثماني دقائق بعد منتصف ليل 3 كانون الثاني الماضي".
وبحسب الخبير العسكري، تحتاج كل طائرة من هذه الطائرات إلى ثلاث ساعات للوصول إلى الأجواء الأردنيّة، مُتسائلاً: "لماذا لم تتحول أسلحة الدفاع الجويّ من الرمي المقيّد إلى الرمي الحر؟ ولماذا لم تستخدم الطائرات المتصدية للحاق بها طوال هذه الساعات؟ لا توجد قاعدة أمريكيّة في الأردن، إذن كيف دخلت منها وكيف حصلت على الموافقتين في حين أن طائرات الدرون تقلع عادة من الحبانية وعين الأسد غرب العراق؟".
أمريكا ليست الفاعل!!
الطوفان، نفى خلال حديثه مسؤولية أمريكا عن العملية: "حتى الأمريكيين قاموا بتعزيز أمن السفارة بعد الحادث بيومين، ولو كان الحادث مُدبراً من قبلهم لتمّ ذلك قبل شهر أو شهرين أو حتى ثلاثة أيّام أو أربعة على أقل تقدير".
ووفقاً لطوفان، فإن تبني واشنطن للعملية يعود إلى عدم إعطاء المجال لتوسيع نطاق الهجوم وتداعياته، مرجحاً في الوقت ذاته عدم علم الأردن بما حصل "لأن الطائرات الإسرائيليّة اخترقت الأجواء الحدودية بين الأردن وسوريا"، متوقعاً العلم المسبق للحكومة العراقية بالعملية.
كما لم يفصح عن اسم الدولة التي يعتقد أنها نفذّت هذا الفعل، قائلاً: "سأترك ذلك للمشاهدين"، بحسب شبكة رووداو الإعلامية عنه.