يأتي الشتاءُ حزيناً على من لا يملك بيتاً، على من يعيش يومه فقط ليعيش وليس كما يجب أن يعيش، كِسرة خبرٍ باردة من جارٍ بعيد وحطبٍ يكاد يدفئ غرفةً بمدرسةٍ كبيرة مدمرة، هُجِرت منها الأقلام بـ ريف الرقة الغربي.
[caption id="attachment_333669" align="aligncenter" width="375"]
قصة عائلة نازحة بـ ريف الرقة الغربي أكبر أحلامها مدفئة وبرميل مازوت[/caption]
قصة عائلة نازحة في ريف الرقة الغربي
عائلة "أم عصام"، نزحت من محافظة حمص لترمي بها الأيّام داخل أنقاض مدرسة الثانوية الصناعية المدمرة بمدينة الطبقة بريف الرقة.
[caption id="attachment_333668" align="aligncenter" width="375"]
قصة عائلة نازحة بـ ريف الرقة الغربي أكبر أحلامها مدفئة وبرميل مازوت[/caption]
تعيش أم عصام مع أطفالها السبعة دون معيل: "أعيش مع أطفالي الأيتام في هذه المدرسة المدمرة تقريباً، بعد رحلة نزوحٍ لعدّة محافظات سورية، استمرت 8 سنوات، ليحط بنا المطاف في هذه المنطقة، التي لا نعرف فيها أحداً".
[caption id="attachment_333667" align="aligncenter" width="375"]
قصة عائلة نازحة بـ ريف الرقة الغربي أكبر أحلامها مدفئة وبرميل مازوت[/caption]
مراسل "ستيب الإخبارية" قطع مسافة طويلة ليصل إلى هذه العائلة النازحة، ويسلّط الضوء على وضعهم من جميع جوانبه، لكن حقيقةً كانت أيّامهم أشبه بمن عاش قبل الجاهلية.
[caption id="attachment_333666" align="aligncenter" width="534"]
قصة عائلة نازحة بـ ريف الرقة الغربي أكبر أحلامها مدفئة وبرميل مازوت[/caption]
لايملكون أي قطعة أثاث وتشملها الكهربائية، ويستخدمون نار الحطب للطبخ من جهة والتدفئة من جهةٍ أخرى، لأنهم لا يملكون ثمن شراء سخانة كهربائية أو حتى وقود لشراء مدفئة "صوبيا"، وكيف ذلك وجميع أطفالها صغار وهي المعيل الوحيد لهم.
[caption id="attachment_333665" align="aligncenter" width="534"]
قصة عائلة نازحة بـ ريف الرقة الغربي أكبر أحلامها مدفئة وبرميل مازوت[/caption]
بنظرةٍ تسودها الألم والحزن الدفين، أم عصام، تقول: "أكبر أمنياتي أن أحصل على مدفئة مازوت وبرميل مازوت لأتمكن من تدفئة أفراد عائلتي الصغار من برد الشتاء القارص الذي لا يرحم الفقراء".
[caption id="attachment_333664" align="aligncenter" width="534"]
قصة عائلة نازحة بـ ريف الرقة الغربي أكبر أحلامها مدفئة وبرميل مازوت[/caption]
في هذه الصور التي التقطتها عدسة مراسل "ستيب الإخبارية"، يُرى قساوة الحياة على هذه العائلة التي تحيط بها الدمار من جميع الزوايا، مشهد الأطفال بتلك الملابس الخفيفة في زوايا أنقاض تلك المدرسة يُبكي الناظر إليها.
[caption id="attachment_333663" align="aligncenter" width="376"]
قصة عائلة نازحة بـ ريف الرقة الغربي أكبر أحلامها مدفئة وبرميل مازوت[/caption]
بدأت المنظمات الإنسانيّة تساعد الفقراء والنازحين ومتضرري الحرب، لكنها غضت الطرف عن أم عصام وأطفالها: "لم أترك منظمة إنسانيّة تعمل بالمنطقة إلا وطرقت بابها، وأطلعتها على وضعي، لكن لم يتمّ تقديم أي مساعدة لنا".
أم عصام، تقول: "أحصل على جزء ضئيل من المساعدات المالية من أهل الخير (أصحاب الأيادي البيضاء) من أهالي المنطقة، ولكن ذلك لا يكفينا ثمن متطلباتنا اليومية من مادة الخبز".
ما يحلم به جميع الأطفال هو الذهاب إلى المدرسة وحمل حقيبة العلم واللعب بألوان الحياة في دفتر رسمٍ صغير، ويبدو أنه سيبقى حلماً طويل الأمد للأيتام والفقراء كأطفال أم عصام.
"نحن حابين نروح للمدرسة مشان نتعلم متل كل هالأطفال، مو نعيش بمدرسة مدمرة مافيها طلاب ولا مدرسين، بمدرسة ما فيها روح ... أمي وعدتنا أن السنة الجاية نروح عالمدرسة بس تتحسن أوضاعنا المادية"، يقولها أطفال أم عصام.
"أم عصام" الأرملة المعيلة والأب لسبعة أطفال، تعدّ نموذجاً حياً لآلاف الأمهات اللواتي لم يسلّط الضوء عليهن وعلى ما تعانينه يومياً في سوريا، أكبر أحلام شعبها التخلص من نظامٍ قَبِلَ موتهم ورفض ترك السلطة.
