بعد أن قامت أداة التصوير عالي الدقة العلمية "هيرايز" (HiRISE) الموجودة على مستكشف المريخ المداري (Mars Reconnaissance Orbiter (MRO التابع لناسا، بإرسال تدفق هائل من الصور الخاصة بسطح كوكب المريخ.
وذكرت أن مستكشف هايرايز يدور مع المركبة (MRO) حول المريخ منذ شهر آذار 2006 وحتى الآن، بالرغم من تجاوز المدة المحددة لمهمته.
وهو يعد أكبر التلسكوبات التي أُطلقت إلى الفضاء العميق حجماً، وتم إطلاقه بهدف التقاط صور عالية الدقة للمريخ، وهو ما يسمح بتمييز الأجسام الأصغر من متر واحد.
ومن بين الصور واحدة من أحدث صور "هيرايز"، هي صورة خاصة بتآكل إحدى الصخور الرسوبية على كوكب المريخ.
من منطقة مسماة "ميرديان بلانيوم" (Meridiani Planum)، بالقرب من خط الاستواء على الكوكب، وهي المنطقة نفسها التي هبطت فيها مركبة أوبرتيونيتي روفر التابعة لوكالة ناسا في 2004.
وقد كانت ثاني مركبة فضاء غير مأهولة أرسلت إلى سطح المريخ في مهمة بحث عن المياه ودراسة صخوره وتربته، وقد انتهت مهمتها في 2018.
وقد نتجت الفوهة الظاهرة في الصورة عن ارتطام صخرة تم تحريكها بفعل الرياح أو المياه، ومن ثم غطت الرواسب الصخورية قاع الحفرة واستقرت في شكل طبقات.
وكشف التآكل اللاحق لهذه الصخور عن نمط يشبه السلم، مما يؤكد أن هذه الرواسب كانت أكبر من ذي قبل، ولكن هذا كل ما تبقى منها الآن.
مما يؤكد للعلماء أن هناك عوامل طبيعية تغيّر من طبيعة الصخور في المريخ، قد تكون مشابهة للعوامل الطبيعية في كوكب الأرض.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة ميرديان بلانيوم على المريخ جديرة بالملاحظة والدراسة لعدد من الأسباب، منها وجود عنصر "الهيماتيت".
الذي يرتبط وجوده بالماء السائل، فهو يترسب بفعل الماء، ومن ثم يتشكل في القاع، ومن الممكن أيضا أن يتكون الهيماتيت من الينابيع الساخنة.
ولهذا السبب تم إرسال مركبة "أوبرتيونيتي روفر" إلى هناك لمعرفة إمكانية وجود مياه على الكوكب الأحمر.
وقد اكتشفت مركبة أبورتيونيتي روفر كرات من الهيماتيت أُطلق عليها اسم "العنب البري" من قبل ناسا بسبب حجمها وشكلها، وهو عبارة عن خامات من المعادن الغنية بالحديد.
اقرأ أيضاً : علماء الفلك يخترعون شراعاً أسرع من المسابير السابقة يصل للشمس ويزود المريخ بالطاقة
تم إنشاؤها خلال فترات دورية من المناخات الرطبة على الكوكب، وهذا يشير إلى أن الماء كان موجوداً في السابق على الأقل ، إضافة إلى تأكيد وجوده حالياً بشكل متجمد . أما بالنسبة لمستكشف المريخ المداري -وأداة "هيرايز" (HiRISE) المرتبطة به- فلا يزال قويا، فهذه الأداة ليست مجرد كاميرا مدارية ومجموعة من الأدوات الأخرى. إنها ناقل بيانات دقيق عالي السرعة، كما أنها رابط اتصالات بين البعثات على كوكب المريخ.
حيث يقوم المستكشف بنقل بيانات الروبوتات الموجودة على سطح المريخ إلى هوائيات شبكة الفضاء العميق، الأمر الذي يساهم في مضاعفة إنتاجية البعثات العاملة على سطح الكوكب.
وفي سياق متصل نشرت مجلة " نيتشر يوم" اليابانية في 24 نيسان الفائت دراسة تثبت أن كوكب المريخ كان في بداية نشأته رطباً وغنياً بالمواد العضوية.
التي تجعله قابلاً لاحتضان حياة ، حيث قال باحثون من اليابان إن لديهم أدلة ترجح أنه كانت هناك قبل حوالي أربعة مليارات عام من الحياة على كوكب المريخ.
وهو ما اكتشفوه من خلال عثورهم على جزيئات مواد عضوية كربونية تحتوي على الآزوت داخل نيزك عمره حوالي أربعة ملايين سنة.
كان قد قدم من كوكب المريخ وسقط على كوكبنا قبل حوالي 15 مليون عام.
