اقرأ أيضاً : شاهد || لست
شحاذًا لأنني أعيش تحت الأنقاض.. أنا بائع متجول عمري 3 أعوام!
واجبه الإنساني أجبره على البقاء بين أبناء بلدته لمداواتهم ورعايتهم صحيًا، رغم أن الفرص الذهبية التي عُرضت عليه في الخارج كانت كثيرة، وجميعها قابلها بالرفض القاطع، على خلاف أقرانه من الأطباء الذين تركوا بلدهم سوريا غارقةً بشلالات من الدماء مقابل العيش برفاهية.
قضى الدكتور محمد سعيد، السنوات الأولى من الثورة السورية، حاملاً حقيبته الطبية يلاحق الجرحى والمصابين من الثوار، في أيام امتنع فيها الكثير من الأطباء عن استقبال الجرحى خوفًا من ملاحقة النظام الأمنية لهم أو قصف عياداتهم ومنازلهم بالمدفعية والطائرات الحربية، كما حدث مع الدكتور محمد سعيد.
مع كلّ كلمة كانت عيناه المليئتان بالأمل وبغدٍ أجمل، يحرقانه شوقاً لمنزله الذي دمره طيران النظام السوري قبل احتلال بلدته وطرد أبنائها منها، لتحط به الرحال بمنزل وعيادة بالإيجار في بلدة قاح التي تكتظ بالنازحين الذين لايبخل عليهم بمساعدته الطبية المجانية معظم الأحيان.