
التمثال المسروق من متحف حماه

صورة نشرتها منظمة اليونسكو February 2013
وبحسب الإعلامي شادي الجندي فقد عملت قوات النظام وحلفائها على تغطية هذه السرقات عن طريق تبادل السيطرة مع مجموعات مستفيدة بالإضافة إلى افتعال معارك وهمية وقصف هذه المواقع وتدميرها بحجة وجود خارجين عن القانون فيها. فيما اعتمدت هذه الجهات على أساليب مختلفة في تهريب هذه الآثار فقد أوضح الأستاذ جلال سيرس أن النظام اعتمد على الحقائب الدبلوماسية في إخراج هذه القطع إلى الخارج بالإضافة إلى التنسيق مع شخصيات رسمية من عدة دول. من جهة اخرى وجدت المجموعات المتشددة كتنظيم الدولة الإسلامية نافذة أخرى لتغطية سرقاتها من القطع الأثرية، وادعت بحرمانية وجود هذه الآثار وأنها لا تمت للإسلام بصلة بل هي الوثنية بكل معانيها فوجب تحطيمها وتدميرها، كآثار مدينة الرصافة جنوبي الرقة وقوس النصر ومعبدي بل وبعلشمين في تدمر، وتمثال السيدة العذراء في صيدنايا وغيرها من المواقع، فلجأ التنظيم إلى تفخيخ هذه المواقع وتفجيرها ونسف معها تاريخاً كاملاً يعبر عن عصور من الفن والثقافة والعمران معبد بيل [gallery link="file" ids="189996,189997"] معبد بعلشمين [gallery link="file" ids="189998,189999"] صور أقمار صناعية نشرها معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث December 2015 تظهر بعض المواقع قبل وبعد تفجيرها من قبل تنظيم الدولة ورافقت عمليات التدمير والتحطيم عمليات نهب وسرقة فأفرغ التنظيم بعض المواقع والمتاحف الواقعة تحت سيطرته كمستودع هرقلة الأثري في مدينة الرقة بالإضافة إلى المتحف الوطني في المدينة والمقبرة الرومانية في مدينة حلب كما أفرغ متحف قلعة جعبر الذي يحتوي على العديد من القطع التي تعود إلى العصر البيزنطي بالإضافة إلى تماثيل للآلهة عشتار وجرى تهريب هذه القطع إلى الدول المجاورة عبر المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرة التنظيم وبهذا الخصوص أوضح الأستاذ جلال سيرس أن عمليات التهريب كانت تتم عبر خطين الأول أنفاق إلى الدول المجاورة كالأردن و تركيا والخط الثاني عبر سماسرة وتجار مرتبطين بجهات خارجية تقوم ببيع هذه المقتنيات في السوق السوداء [gallery link="file" ids="190000,190002,190001"]صور نشرتها منظمة اليونسكو لقطع أثرية من مستودعات هرقلة قيل أنها تمت استعادتها من أيدي تنظيم الدولة
كما استغل بعض الأشخاص والتجار المحسوبين على الفصائل العسكرية المعارضة الأوضاع الأمنية في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام حيث عملوا على الاستفادة من الكنوز المدفونة في المناطق التي سيطروا عليها ولم يبالوا بخطورة التنقيب العشوائي وضرره على هذه المواقع، وكانت آلية التنقيب أو النبش كما سماها أحد العاملين في هذه الأنشطة بريف إدلب (رفض ذكر اسمه) "تختلف من جهة إلى أخرى بناءً على رأس المال الذي يستطيع تأمين معدات حديثة لعمليات النبش والقوة العسكرية التي تستطيع حمايتها وتأمينها". [gallery link="file" ids="190003,190004,190005"]صور تظهر عمليات الحفر والتنقيب بريف إدلب والمعدات المستخدمة
وأصبحت سورية أكبر مصدر للآثار حيث غرقت السوق السوداء بقطع الآثار المهربة ونشطت المزادات الغير مرخصة وخصوصاً في أوروبا وأميركا، كما نشطت عمليات البيع على منصات التواصل الاجتماعي مما أفقد هذه القطع قيمتها الأصلية وخفض من أسعارها بحسب سيرس، وعلى الرغم من النداءات التي طالبت بالحفاظ على هذه القطع وحمايتها من التخريب والضياع لم تفلح الجهود الدولية ولا التشديد الأمني من قبل الدول المجاورة حتى الآن في حماية هذا الإرث حيث اقتصرت هذه الجهود على التنديد والقرارات غير النافذة بالإضافة إلى إيقاف بعض عمليات التهريب كالتي حصلت في تركيا والأردن ولبنان، حيث تمكنت الشرطة التركية من إفشال عدة عمليات تهريب في ماردين واسطنبول وغازي عنتاب وكان آخرها ضبط حوالي 168 قطعة تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والعثمانية وصادرتها واحتفظت بها، بينما عملت الحكومة الأردنية على إنشاء مستودع لحفظ القطع المصادرة على أراضيها وأعلنت على لسان مدير عام دائرة الآثار العامة الأردنية، منذر الجمحاوي أنها ستعيدها إلى بلدها الام سورية عندما تستقر الأوضاع. كما فشلت حكومة النظام السوري ومؤسسات المعارضة بلعب أي دور في سبيل المحافظة على تاريخ البلاد وعلى العكس شاركوا بجريمة لا تقل بشاعة عن جرائم القتل والتهجير والاعتقال [gallery link="file" ids="190007,190006"] صور نشرتها وكالة جيهان لقطع صادرتها صور نشرتها جمعية حماية الآثار السورية لقطع صادرتها الشرطة التركية في مدينة غازي عنتاب [gallery link="file" ids="190009,190008"] صور نشرتها جمعية حماية الآثار السورية للوحات صور نشرتها جمعية حماية الآثار السورية قطع صادرتها صادرتها الشرطة التركية في إسطنبول الشرطة اللبنانية وعلى الرغم من وجود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يقول أن تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، إلا أن الشعب السوري لم يعد يعول على أي جهة لحماية تراثهم من الضياع فمن لم يستطع حماية البشر لن يتمكن من حماية الحجر ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة