هذا حال أهالي ريف حلب الجنوبي في ظل القصف المستمر !!!

في بقعةِ جغرافية واسعة، تمتد مئات الكيلومترات من بلدة خناصر جنوب حلب، إلى طريق دمشق - حلب غرباً، ومن حي الشيخ سعيد جنوبي مدينة حلب إلى بلدة أبو ظهور شرق إدلب، يرزح آلاف المدنيين تحت وطأة الحملة العسكرية الشرسة، التي تشنها قوات النظام مدعومةً بميليشيات أجنبية، وغطاء جوي روسي كثيف. و قال مراسل وكالة خطوة الإخبارية في ريف حلب الجنوبي إنّ واقعاً مريراً تشهده مناطق ريف حلب الجنوبي، حيث القصف الجوي، والمدفعي العنيف، الذي يستهدف كل المناطق السكنية في قرى، و بلدات الريف، مخلفاً عشرات الضحايا في صفوف المدنيين بينهم نساء، وأطفال، حتى أولئك الذين نزحوا في ظل المعارك الدائرة بقراهم، و بلداتهم، و اتجهوا إلى مخيمات مجاورة للنازحين، لم يسلموا من القصف الذي طالما ظنّوه مكاناً آمناً. و أضاف مراسل الوكالة أنّ بعد سيطرة قوات النظام على العديد من القرى، و البلدات في ريف حلب الجنوبي، اضطر الأهالي إلى النزوح لمخيمات قريبة في الريف الجنوبي، و بعيدة عن القصف، و المعارك، إلّا أنّ المعاناة، و المآسي ما تزال ترافقهم، حيث أنّ المنظمات الإغاثية لا تنفك تُبرر تقصيرها تجاههم، بأنّ المنطقة التي يقيمون فيها، يصعب الوصول إليها، كونها منطقة عسكرية، و تحت مرمى نيران قوات النظام، و رغم وجود طريقين آمنين إلى الريف الجنوبي " المحرر" الأول عبر طريق سراقب - أبو الظهور - تل الضمان، والثاني طريق حوير - جزرايا، و من ثم إلى المناطق المحررة في الريف الجنوبي، و رغم ذلك، و سداً لذرائع المنظمات، انتقل أهالي الريف إلى منطقة أبو الظهور التابعة لمحافظة إدلب في ريفها الجنوبي الشرقي، والقريبة من مناطق جنوب حلب. و أوضح مراسل الوكالة أنّ ريف حلب الجنوبي عسكرياً لا يزال يشهد معارك عنيفة بين قوات النظام مدعومةً بميليشيات أجنبية من جهة، وبين فصائل من الجيش الحر، وكتائب إسلامية من جهةٍ أخرى، حيث تمكنت الفصائل من السيطرة على عدد من القرى، و المواقع الاستراتيجية هناك، أهمها بلدة العيس، و تلالها، و بلدة خان طومان، و قرية بانص، ومن ثم إعلان معركةٍ أخرى، سيطرت خلالها الفصائل على قرى خلصة، وزيتان، وبرنة، والقراصي، وسط محاولات مستمرة للفصائل بالتقدم في المنطقة، واستعادة كل القرى، والبلدات التي سيطر عليها " النظام " في وقتٍ سابق، كما تمكنت كتائب الثوار من تدمير تركسين تابعين للمليشيات الشيعية على جبهة السابقية خلال اليومين الماضيين . و أشار مراسل الوكالة إلى أنّه على الصعيد الخدمي، والطبي في ريف حلب الجنوبي، لم يعد في المنطقة أيّ مشفى، أو نقطة طبية، و خاصة بعد خروج مشفى بلدة العيس في الريف الجنوبي الغربي، عن الخدمة بشكل كامل عقب استهدافها بتاريخ 2015/11/2 ، إضافةً لسيطرة قوات النظام على بلدة الحاضر، و مشفاها تقريباً في ذات الوقت من العام الماضي حيث قام النظام باستهداف المشافي كخطوة أولى بالهجوم . و الجدير بالذكر أن الريف الجنوبي يشهد قصفاً بشكل يومي حيث تعرضت قرية هوبر لقصف مدفعي من قبل تمركزات قوات النظام في تلة الأربعينية صباح اليوم ، فيما قامت بالأمس مدفعية النظام المتمركزة بالقرب من جبل عزان بتكرار قصفها لبلدة خان طومان، و قرية القراصي حيث أحدثت دماراً كبيراً في الأبنية السكنية، كما استهدفت الطائرات الحربية السورية بعدة غارات جوية محيط قرية زمار، و اقتصرت الأضرار على الماديات.