اتفاق تركي روسي على تعزيز الاتصالات العسكرية ومكافحة الإرهاب في سوريا

التقى وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" بنظيره الروسي "سيرغي لافروف" اليوم الجمعة الواحد من يوليو تموز الجاري على هامش مشاركتهما في اجتماع التعاون الاقتصادي للبحر الأسود في منتجع "سوتشي" الروسية، واستمر اللقاء بين الوزيرين نحو 40 دقيقة. و اتفق الوزيران على تعزيز الاتصالات العسكرية، لاسيما حول سوريا، كما اتفقت الدولتان على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، و سير تطبيع العلاقات الروسية التركية بوتيرة سريعة. وقال لافروف في مستهل الاجتماع : " نأمل أن يعيد هذا اللقاء العلاقات إلى طبيعتها" مضيفاً "أن البلدين قررا إعادة إطلاق "مجموعة العمل حول مكافحة الإرهاب" التي كانت "مجمدة" منذ سبعة أشهر، و تابع متأملاً أن "الاتصالات العسكرية ستزداد عمقاً". وأضاف لافروف " تهتم روسيا، وتركيا على حد سواء بانسحاب المعارضة السورية البناءة التي ما زالت تتمركز في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين، من تلك المناطق، وإلا سنعتبر هؤلاء المعارضين كمتواطئين مع جبهة النصرة وداعش ". من جهته قال وزير الخارجية التركي للصحفيين " إن أنقرة تحارب تنظيم الدولة بصورة مباشرة، ونفى أن يكون لهذا التنظيم الإرهابي أي صلة بالإسلام." واصفاً الوضع في سوريا بأنه "غير واعد"، و دعا " اللاعبين الخارجيين إلى العمل سوية من أجل تسوية الأزمة بالوسائل السياسية، وضمان نظام مستقر لوقف إطلاق النار." وقال جاوش أوغلو في ختام الاجتماع " بإمكاننا التحدث مع روسيا في كل المسائل إيجاباً، أو سلباً، لأن الحوار الذي انقطع استؤنف، وعادت علاقاتنا إلى ما كانت عليه سابقاً ". ونقلت وكالة أنباء ريا الروسية عن الوزير التركي قوله: "ينبغي على تركيا، و روسيا العمل معاً من أجل حل سياسي في سوريا". فيما تتعارض مواقف موسكو، وأنقرة حيال سوريا مع دعم روسيا عسكرياً لنظام الأسد، في حين تشجع تركيا على إسقاطه من خلال دعمها للفصائل المسلحة. ويعد لقاءهما الأول على المستوى الرفيع، بعد تدهور العلاقات الثنائية، عقب أزمة إسقاط الطائرة في 24 نوفمبر / تشرين الثاني 2015، واكتسبت العلاقات التركية الروسية زخماً بعد سلسلة من المراسلات التي أجريت بين الطرفين، ولا سيما بعد الاتصال الهاتفي الذي تم بين أردوغان، وبوتين مؤخراً عقب الاعتذار التركي عن إسقاطها. وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى إمكانية حدوث لقاء مشترك بين أردوغان، وبوتين قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين، في "الصين"، وأضاف: " سنقوم بمباحثات مكثفة خلال هذا الشهر، وربما تتجاوز المباحثات فترة الشهر، وذلك في إطار السعي لإعادة العلاقات مع تركيا إلى سابق عهدها ".