رغم ادعاءات الحكومة التركية بفتح أبوابها للسوريين، و الاستمرار في جعل أراضيها حضن لهم في ظل الحرب الدائرة في سوريا، واستقبال المزيد من اللاجئين السوريين الهاربين من بطش نظام الأسد وقصف الطائرات والصواريخ والقذائف المدفعية ورواية المهاجرين والانصار التي يكررها الرئيس التركي اردوغان إلا أن الواقع الحالي على الحدود بين سوريا وتركيا وتصرفات الجيش التركي هناك تقول عكس ذلك .
حيث أغلقت الحكومة التركية معابرها الرسمية مع سوريا وتوقفت عن استقبال اللاجئين منذ ما يزيد عن العام والنصف الأمر الذي دفع الناس للجوء إلى أشخاص عاملين في مجال التهريب واعطائهم مبالغ مالية باهظة مقابل تأمين طريق العبور على الحدود السورية التركية للوصول إلى بر الأمان رغم مخاطر ذلك التي وصلت الى حد الموت .
وفي هذا السياق أفاد مراسل وكالة خطوة في ريف اللاذقية أن عائلة سورية لقت حتفها بعد منتصف ليل الأحد التاسع عشر من يونيو حزيران الجاري وذلك خلال محاولتها عبور الحدود بين سوريا وتركيا من منطقة خربة الجوز في ريف جسر الشغور بريف ادلب الغربي شمال سوريا , وقال المصدر أن ثمانية أشخاص على الأقل بينهم أطفال ونساء لقوا مصرعهم بعد تعرضهم لإطلاق نار مباشر من حرس الحدود التركي مما أدى لمقتلهم على الفور فيما أصيب أخرون يتجاوز عدد العشرة اشخاص على الأقل في مجزرة جماعية هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في سوريا ببداية عام 2011 .
وقال مراسل الوكالة أن الضحايا تعرضوا لإطلاق نار برشاشات اثناء تواجدهم داخل الأراضي السورية وقبل تجاوز الشريط الحدودي وذلك عندما كانوا برفقة مهرب وعدهم بتأمين طريق أمن لهم بعد ان حصل على مبلغ مالي ضخم للمجموعة كاملة والتي يقارب عددها 20 شخص نصفهم من عائلة واحدة .
وتابع مراسل الوكالة أن بين الضحايا عائلة وصلت مؤخرا إلى منطقة خربة الجوز في ريف إدلب الشمالي الغربي بعد خروجها بصعوبة من مدينة جرابلس الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة شرقي حلب والتي تحيطها قوات سوريا الديمقراطية وتتعرض لقصف جوي من طائرات التحالف بشكل مستمر .
يذكر أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" سلطت الضوء في تقريرها الأخير على إغلاق تركيا التام لحدودها في وجه طالبي اللجوء السوريين وإعادتهم إلى الداخل السوري بعد التعرض لهم بالشتائم والضرب واطلاق النار من قبل الجنود الاتراك وفق للقاءات أجرتها المنظمة مع 51 شخص سوري استطاعوا عبور الحدود مؤخرا بطريقة غير شرعية بمساعدة مهربين .
