يدخل حي الوعر الحمصي شهره الرابع في حصار هو الأشد من نوعه على الإطلاق حيث تمنع قوات النظام دخول كافة المواد الأساسية لمقومات الحياة، وخاصة الغذائية، وأهمها " الخبز " هذه المادة التي حولها نظام الأسد من شيء اعتيادي إلى حلم أشبه بالمستحيل، وخاصة في شهر الصيام.
حيث أفاد مراسل وكالة خطوة الإخبارية في حي الوعر أن غالبية الأهالي يخرجون إلى الفرن الآلي المسيطر عليه عناصر النظام لجلب الخبز، قبل بزوغ الفجر من كل يوم حتى يتم حجز دور له من بين ألوف تعود خاوية بعد إعطاء ربع الناس فقط، وإرجاع الباقي خائبين دون أي رغيف بيدهم في سياسة ذل يتبعها النظام مع أهالي حي الوعر المحاصر حتى يتم ركعوهم له، وتسليمه الحي آخر معاقل الثورة في حمص المدينة.
وأضاف مراسل الوكالة أنه نظراً لساعات الانتظار الطويلة ما يقارب الـ 14 ساعة وقوف على الدور لإحضار الخبز فإن بعض النساء تأخذ معها سحورها (وجبة البرغل، أو الأرز الوحيدة) وبطانية لترتيب مكان لها يمكنها من الانتظار الطويل في جو حار تارة، و بارد تارة حيث الفصول الثلاثة تشاهدها، وأنت تنتظر، وأغلب العائدون من الفرن يعترفون بأن الأغلبية يفطر على ماء بعد حالات الإغماء.

و ذكر مراسل الوكالة أن عناصر الحاجز يمارسون هوايتهم بإهانة الناس من شتم، وضرب بالكرابيج، ناهيك عن الاعتقال التعسفي لكل من يروق لهم اعتقاله، و بدون تهمة، وليس من المطلوبين للنظام.
وأشار مراسل الوكالة أنه تدور عدة شجارات بين الناس ببعضها البعض بسبب الوقوف الطويل على الدور، ومن النساء من تستعمل الدبابيس تنخز به غيرها لتحصيل دور متقدم عليهم.
وذكر مراسل الوكالة أن الفرن الآلي يقع شمال حي الوعر، و يبعد عن أقرب بناء عن الوعر مسافة 400 متر ، فيما يتواجد على مدخل الفرن حاجز لقوات النظام، كما أن حاجز آخر (الشؤون) يبعد عنه مسافة قريبة جداً تقدر بمئة متر.
كما قتل قبل أمس الاثنين الشاب "باسل الجحجاح" البالغ من العمر 34 عاماً متأثراً بإصابته التي أصيب بها بصدره برصاص قناص قوات النظام في الكلية الحربية أثناء توجهه إلى الفرن الآلي لإحضار الخبز.

يأتي هذا وسط عجز تام للمنظمات الإنسانية، والأمم المتحدة عن تقديم المساعدات لهم حيث يتواجد حاكم طاغية تعجز الحروف عن وصف حقده على الشعب السوري ، إنه لا يشبع من تعذيبهم، و لا يرتوي من دمائهم، و يتلذذ برؤية مأساتهم .