تحوّل حقل "العمر" الاستراتيجي , أحد أكبر آبار النفط في سوريا , الواقع شرقي دور الزور , إلى قبلة لجميع الطائرات الحربية لتنفذ عليه رمياتها بشكل مستمر , و بكل الأساليب , مما تسبب بوقف عمله لشهور نتيجة الأضرار التي لحقت به .
تعرض الحقل لمئات الغارات كان آخرها , أمس الأول الخميس , من قبل القوات الجوية البريطانية , آخر الوافدين على الأجواء السورية لضرب معاقل تنظيم الدولة , و سبقتها في تلك الضربات على الحقل قبل أيام الطائرات الفرنسية , ونفذت القوات الأمريكية عملية إنزال جوي عليه فيما مضى , إضافة للقصف الروسي المكثف , و بسبب هذا التصعيد العسكري على الحقل , تراجع إنتاجه من 30 ألف برميل يومياً إلى عشرة آلاف ، ليتوقف نهائياً قبل أشهر .
و سعى تنظيم الدولة الاسلامية منذ سيطرته على الحقل لاستثمار النفط الموجود فيه , و بيع إنتاجه من الغاز لنظام الأسد, مقابل امداد الأخير لمناطق التنظيم بالطاقة الكهربائية , وفق اتفاقات سرية بين الطرفي .
و تشير الأرقام إلى أن حقل العمر ينتج حوالي 30 ألف برميل نفط بشكل يومي , بالإضافة لمعمل للغاز , ومحطة توليد كهربائية , مما جعل التنظيم يسعى بكل جهوده للسيطرة عليه و نزعه من أيدي جبهة النصرة التي كانت تسيطر عليه .
ويعتبر حقل "العمر" مركزا استراتيجياً للتنظيم , وذلك نظراً لوجود القيادات ومركز القيادة والسيطرة فيه , إضافة لتجمع الموارد المالية الناتجة عن بيع النفط في المنطقة الشرقية , و تواجده في مناطق فيها تحصينات تساعد التنظيم في التمويه والحركة بالنسبة لقواته .