روسيا من عمليات عسكرية محدودة إلى تدخل بري معلن في سوريا
نشر في
06 سبتمبر, 2015
|
34 مشاهدة
تصدرت الأخبار المتعلقة بالتدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا وسائل الإعلام مؤخرً, مدعومة بتصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أقر فيه بأن بلاده تقدم دعم عسكري ملحوظ لسوريا بالأسلحة والمعدات والرجال , وبالصور والفيديوهات المسربة تظهر تواجد فعلي لجنود روسيين على الارض السورية في انحاء الدولة العلوية المزعومة
ورغم ان الدعم الروسي للنظام السوري منذ بداية الثورة لا يخفى على أحد إلا أن تطورات وتسارع الاحداث في الاونة الأخيرة وتراجع قوات النظام في أكثر من محور دعى إلى زيادة هذا الدعم والتصريح العلني عنه .
بعيدً عن الاستخدامات المتكررة للفيتو ضد أي قرار يمس بالنظام الأسدي ودعمه على أكثر من صعيد , كان هناك ايضاً تورط للقوات الروسية ببعض العمليات العسكرية المحدودة والتي لم يتم اظهارها او الحديث عنها اعلامياً بشكل كافي كمؤشر للاستعداد الروسي للانخراط المباشر في الحرب السورية عسكرياً عند الحاجة . هذه المؤشرات تلقهتا بعض الدول الاقليمية مما استوجب تدخلها بتوجيه بعض معارك الثوار نحو اهداف روسية على الاراضي السورية كرسالة رد على هذه التحركات الروسية .
ففي العام الفائت (3/2014) أعلن الثوار وبالتنسيق مع الجانب التركي عن بدأ معركة الهدف منها تدمير قاعدة الاشارة والاتصالات الروسية التي وضعت على قمة البرج 45 في ريف اللاذقية بالقرب من الحدود التركية وتمكن الثوار حينها من تدمير القاعدة بالتعاون مع سلاح الجو التركي واعتقال ضابط روسي وسلم للجانب التركي ضمن تكتم اعلامي على تفاصيل تلك العملية .
وفي مطلع العام الحالي اعلنت قوات النظام السوري عن تمكنها من اسقاط طائرة استطلاع امريكية كانت تحلق في سماء اللاذقية وهو الأمر الذي اكدته الجهات الامريكية دون اعطاء تفاصيل عن الهدف الحقيقي وراء تحليق طائرة الاستطلاع الامريكية هناك, فيما تحدثت مصادر مطلعة عن وقوف القوات الروسية وراء اسقاط الطائرة التي كانت تحلق فوق مناطق تعتبر قاعد للقوات الروسية في ريف اللاذقية .
قبل أشهر قليلة وبعد تحقيق الثوار تقدم كبير في ريف ادلب وريف حماه الغربي مما شكل خطراً على التواجد العلوي في جبال اللاذقية وعند شعور النظام بعجزه عن صد هذا التقدم تدخلت القوات الروسية في المعركة بشكل مباشر من خلال اطلاقها صواريخ من قاعدتها البحرية في طرطوس استهدفت نقاط تمركز الثوار على محور بلدة القاهرة في سهل الغاب والذي يعتبر خط دفاع استراتيجي مهم للنظام مما اجبر الثوار على التراجع تحت ضربات تلك الصواريخ الروسية ومكن النظام من اعادة نشر قواته هناك .
في شهر اب (13/8/2015 )المنصرم أعلن جيش الاسلام عن استهدافه لمقر عمليات يضم عدد من الضباط والخبراء الروس في مدينة كسب في ريف اللاذقية بصواريخ غراد مما أسفر عن مقتل ضابط روسي هناك, الأمر الذي ردت عليه القوات الروسية بعد ايام قلية (25/8/2015)باستهداف مقر قيادي لجيش الاسلام في ريف ادلب شمال سوريا بصواريخ من القاعدة الروسية في طرطوس مما ادى الى تدمير المقر بالكامل ومقتل من بداخله .
يبدو ن الصراع في سوريا يتجه نحو تدخل بري للقوات الروسية بشكل اكبر واكثر علانية في قادم الايام على غرار تدخل القوات الايرانية وحزب الله الذي بدأ بشكل سري وخجول في مطلع الثورة وتحول الى تدخل علني سافر وصل الى حد قيادة المعارك في بعض المناطق واستبعاد قوات النظام منها كما هو الحال في منطقة القلمون والزبداني في ريف دمشق في حين يكتفي " أصدقاء " الشعب السوري بالشجب والتنديد والدعم الخجول.
[gallery columns="4" link="file" size="medium" ids="54589,54588,54587,54586,54585,54584,54583,54582,54580,54579,54578,54577,54576,54575"]