عول النظام منذ السنة الأولى للثورة السورية على حلفاء له تحولوا فيما بعد من موقف الداعم الى أصحاب الحرب , واصبح النظام يختبئ خلفهم , فبالإضافة لعشرات الميليشيات القادمة من خارج سوريا والتي اصبح انتشارها في مختلف المحافظات السورية امرا طبيعيا , قام النظام بتسخير ميليشيات داخلية مقابل مغريات مادية او اطلاق للصلاحيات بشكل تام دون حسيب او رقيب ولعل ابرز تلك الميليشيات في محافظة حلب هو لواء القدس الفلسطيني .
يعد لواء القدس الفلسطيني من اهم الميلشيات التي يعتمد عليها النظام السوري في القتال ضد الثوار على مختلف جبهات مدينة حلب , ويضم اللواء في صفوفه المئات من الفلسطينيين السوريين من سكان المخيمات ولا سيما مخيم باب النيرب للاجئين الفلسطينيين في سوريا والذي يعد الخزان البشري الأكبر لتغذية لواء القدس .
بعد المعارك الأخيرة التي خسر فيها لواء القدس العديد من عناصره على عدة جهات في مدينة حلب خصوصاً جبهة الراشدين والبحوث العلمية والفاميلي هاوس وجمعية الزهراء والتي تعد الجبهات الرئيسية التي يتواجد فيها عناصر اللواء , كان لابد ليميليشيا القدس من القيام بحملات تطويع من أجل سد النقص الكبير الذي أصابه داعين المزيد من الشباب الفلسطيني للالتحاق بصفوفهم
وبحسب مراسل وكالة خطوة الإخبارية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام بمدينة حلب بأن اللواء بدأ حملة التطويع متخذا من المدينة الجامعية التي تخضع لسيطرة قوات النظام مركزا له من خلال إغراء الشباب برواتب تبدأ من 30 ألف ليرة سورية فما فوق بالإضافة لهوية " عدم تعرض " مقدمة من فرع المخابرات الجوية والتي تضمن لحاملها حرية التنقل والتصرف كما يحلوا له في مناطق النظام عدا عن تأمين الطعام والشراب والدخان وكل ما يحتاجه العناصر بشكل يومي ومجانا , وأكد مراسل الوكالة ان عمليات التجنيد تتم عن طريق التقدم داخل الوحدة التاسعة بالسكن الجامعي وبعد ذلك يخضع المتطوع لدورات عسكرية مكثّفة ولمدة قصيرة يشرف عليها عناصر من حزب الله اللبناني في مدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي ليتم بعدها تسليمهم السلاح وزجهم على الخطوط الأولى في جبهات القتال .
الجدير بالذكر ان مئات الشباب من اللاجئين الفلسطينيين في عموم سوريا لقوا حتفهم منذ بداية الثورة وحتى اليوم مقدمين ارواحهم فداءا لنظام مجرم يستغلهم بالترغيب والترهيب في الوقت الذي كان يعوّل الشعب السوري على موقف إيجابي من الفلسطينيين الذين تعرضوا للتهجير والقمع في بلادهم سابقا كما يتعرض الشعب السوري لذات الامر حاليا وان يكون الشباب الفلسطيني الموجود في سوريا الى جانب الضحية لا القاتل .