قتيل تلو قتيل ومصاب بعد آخر واسرى ومفقودين واعاقات دائمة وتشييع شبه يومي , واقع يومي يعيشه أهالي عناصر حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية ببيروت وغيرها.
لم تعي قيادة حزب الله عندما قررت المشاركة مع النظام السوري في حربها على الشعب وثورته تحت ذريعة المقاومة والممانعة الخ..... , أن يعود مقاتلوها محملين بالجثامين أو جرحى بعاهات دائمة أو يقع منهم أسرى بيد الجيش الحر , ولم تحسب أن تخسر حاضنتها الشعبية من الطائفة الشيعية في لبنان وازدياد الامتعاض والاحتجاج على مشاركة أبنائهم في الحرب على سوريا وبدأت الأصوات ترتفع حتى من بعض قيادات الحزب تطالب بالانسحاب من المستنقع السوري لوقف نزيف الدماء اليومي لعناصر لحزب .
حزب الله ممثلا برأسه حسن نصر الله لا يملك قرار مشاركة الحزب من عدمه في سوريا بيده , بل مرجعيته تعود لايران , وهذا معروف للجميع .
منذ فترة قريبة بدأت تنتشر تسريبات بأن حزب الله قرر الانسحاب من سوريا على دفعات حيث يخرج عناصره رويدا رويدا حتى يصل بعد فترة زمنية معينة لخروجه من سوريا بشكل كامل .
يقول أحد الناشطين السياسيين أن
قيادة حزب الله تشعر بأنها تخوض معركة استنزاف تصب في غير مصلحتها، وأن تزايد عدد قتلاه وجرحاه بصورة شبه يومية بات يشكل “صداعاً مزمناً” للقيادة التي بدأت تشعر بانخفاض شعبية الحزب، حتى وسط قواعده المقربة .
كل ماسبق جعل الحزب وقيادته يبحث عن مخرج من سوريا بأي طريقة أو ثمن حيث وردت أخبار عن قيام حسن نصر الله بالتلميح لبعض المسؤولين الأيرانيين أن حزب الله يريد الخروج من سوريا مبررا طلبه بتعاظم الضغوط الشعبية على قيادة الحزب بسبب تزايد أعداد القتلى .
الرد الايراني أتى مباشرة بالرفض حيث أشار أحد المسؤولين الايرانيين إلى أن هذه الخطوة لم يحن أوانها بعد .
هذا الرد يعني أن الحزب عليه أن يستمر بالقتال لجانب قوات النظام إلى أجل غير مسمى , وعليه أن يبقى يقدم مقاتليه قتلى أو جرحى أو أسرى فداءا لايران ومشروعاتها التوسعية في المنطقة , أو عليه أن يتخذ قرارا مستقلا عن طهران بانسحابه من سوريا وهو أمر مستبعد تماما نظرا لتبعية الحزب لطهران بشكل كامل .