بيتكوين: 115,089.99 الدولار/ليرة تركية: 40.98 الدولار/ليرة سورية: 12,887.20 الدولار/دينار جزائري: 129.91 الدولار/جنيه مصري: 48.49 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
حوارات خاصة

ترامب يجهّز حلّه لحرب أوكرانيا.. خبير يكشف الفرق بين مطالب كييف وشروط موسكو ومن الخاسر؟

ترامب يجهّز حلّه لحرب أوكرانيا.. خبير يكشف الفرق بين مطالب كييف وشروط موسكو ومن الخاسر؟
مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الرابع، تبدو الأزمة وكأنها وصلت إلى "مطب تاريخي" على حد وصف الباحث في العلاقات الدولية والشأن الروسي آصف ملحم، فاستمرار الحرب مشكلة، وتوقفها مشكلة أيضاً. فموسكو تواصل التقدم ميدانياً رغم سيل الأسلحة الغربية، فيما تعجز كييف عن قلب موازين القوى، وسط تصاعد المخاوف من انزلاق الصراع إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، وبين كل هذا خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليعطي بادرة أمل بإنهاء هذا الصراع، حيث التقى نظيره الروسي بوتين بقمة تاريخية في ألاسكا، ويلتقي اليوم نظيرة الأوكراني زيلينسكي مع عدد من القادة الأوربيين باحثاً عن نقاط تقاطع يمكن أن تؤدي لإنهاء الحرب، بصيغة "الأرض مقابل السلام"، أو ربما تنزلق الأمور الأكثر لصيغة الضغط القصوى على الطرفين الروسي والأوكراني.    

حرب استنزاف بلا أفق

  يرى "ملحم" خلال حوار مع وكالة ستيب نيوز، أن السلاح الغربي لم يعد يغير شيئاً في مسار المعركة، فرغم الدعم الكبير لكييف إلا أن القوات الروسية تواصل التقدم شرقاً وتمكنت من السيطرة على معظم إقليم دونباس.  ويقول: "استمرار الحرب في أوكرانيا لا بد أن يقترن بدعمها بمزيد من الأسلحة، لكن هذه الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لم تؤثر نهائياً في مسار المعركة. روسيا قادرة على التغلب عليها والتعامل معها بسهولة، حتى مع الأسلحة المتطورة."   ويضيف مستشهداً بأمثلة: "نذكر جميعاً تقديم دبابات متطورة وصواريخ أتاكامس، وصواريخ ستورم شادو البريطانية، وسكالب الفرنسية، التي سمحت لأوكرانيا بضرب بعض المناطق في العمق الروسي، لكن كل ذلك لم يغير مسار المعركة، والجيش الروسي يتقدم ويتقدم."   ويحذر الخبير من أن استمرار هذا النهج "يعني زيادة احتمال الصدام المباشر بين روسيا والولايات المتحدة"، خاصة وأن موسكو سبق أن أطلقت في العام الماضي صاروخاً باليستياً تحذيرياً، ملوّحة بأن الرد المقبل سيكون أكثر قسوة إذا استمر الدعم الغربي بأسلحة نوعية تهدد أمنها الاستراتيجي.  

معركة الخسائر البشرية

  يشير ملحم إلى أن الجيش الأوكراني يعيش "معاناة شديدة"، من خلال نقص العامل البشري، ورغم أن الأمر ينطبق أيضاً على الجيش الروسي، إلا أن الإمكانات المتطورة من السلاح والتكنلوجيا ودعم الحلفاء لموسكو ميدانياً أعطاها الأسبقية في الميدان. ويقول: "منذ بداية الحرب وحتى الآن، خسرت أوكرانيا أعداداً كبيرة من قواتها. زيلينسكي خاض مغامرات غير محسوبة في عدة مناطق، من باخموت إلى كورسك، ما أدى إلى تكبيد أوكرانيا خسائر كبيرة في قوات النخبة. في المقابل، التجنيد الأوكراني ضعيف للغاية."   ويتابع أن الموازين الميدانية باتت تميل بوضوح لمصلحة موسكو: "الآن تعداد الجيش الأوكراني يتراجع على الجبهات، بينما الجيش الروسي يتزايد. ومن المتوقع حتى نهاية هذا العام أن يصبح عدد الجيش الروسي على الجبهات أكبر بمرتين من الجيش الأوكراني، ما يعني أن روسيا تتقدم بخطى أسرع بكثير مما كان عليه الأمر سابقاً."   ويشير ملحم إلى أن روسيا "اكتسبت خبرات ميدانية وصناعية مهمة خلال الحرب، خصوصاً في صناعة الطائرات المسيّرة التي كانت معدومة عملياً قبل سنوات، لكنها تطورت بسرعة وأصبحت عنصراً أساسياً في المعركة".   وكانت تقارير عديدة ربطت تطور سلاح المسيرات الروسي خلال المعركة بمساعدات تلقتها موسكو من إيران وكوريا الشمالية، وبعض التقارير تحدثت عن تكنلوجيا صينية أيضاً، بينما كانت أوكرانيا تعتبر سلاح المسيرات من أهم أسلحتها، واستخدم التقنيات التركية والبريطانية خلال الحرب.  

خطر الفوضى الداخلية في أوكرانيا

  يطرح الباحث سيناريو آخر أكثر خطورة: انهيار الجيش الأوكراني وما قد يترتب عليه من فوضى سياسية داخلية. يقول ملحم: "إذا انهار الجيش الأوكراني، فإن البلاد قد تدخل في فوضى سياسية ستكون أصعب بكثير من التعامل مع انتصار روسي كامل. أوكرانيا بلد متنوع التيارات والثقافات، غربها مختلف عن شرقها، وشمالها مختلف عن جنوبها، وهناك أقليات قومية في المناطق الحدودية قد تكون موالية لدول أخرى."   ويضيف أن هناك "أقطاباً سياسية نافذة في الداخل الأوكراني قد تعارض زيلينسكي أو تناوئه، ما يجعل المشهد أكثر تعقيداً".   ويتطابق هذا السيناريو مع مخاوف يثيرها الرئيس الأوكراني الذي يعتبر أن استمراره بمنصبه مرهون بوقف الحرب خوفاً من انهيار الأوضاع، رغم أن ولايته الدستورية انتهت، وتحدثت عن ذلك علانية اليوم في واشنطن، حين ذكر أن إجراء انتخابات في بلاده حالياً غير مقبول لأنها بحالة حرب، وهذه الانتخابات قد تؤدي لظهور التيار الموالي لروسيا في السلطة، وهو أمر يخشاه الغرب أيضاً.

ترامب بين القناعة والمناورة

  وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، يصف ملحم الرئيس دونالد ترامب بأنه "رجل أعمال ينظر إلى السياسة من زاوية الاقتصاد"، مشيراً إلى أن موافقته على بعض الطروحات الروسية قد لا تكون سوى مناورة.   ويقول: "ترامب يريد الحصول على ثمرات اقتصادية كبيرة. هو يرى أن إصلاح العلاقات مع روسيا ورفع العقوبات عنها سيفتح الباب أمام الشركات الأمريكية لدخول السوق الروسي الغني بالموارد كالنفط والغاز والمعادن النادرة. لكن موافقته السريعة على ما طرحه بوتين مشكوك فيها، لأنها قد تكون مجرد وسيلة للضغط على أوروبا وأوكرانيا."   ويتابع موضحاً: "ترامب قد يقول لروسيا إنه لا يستطيع إقناع الأوروبيين، ويضغط على أوكرانيا ليظهر بمظهر العاجز عن ثني بوتين، وفي الوقت نفسه يساوم الأوروبيين على ملفات اقتصادية وصفقات سلاح. كل ذلك يشير إلى أن موافقته ليست بالضرورة قناعة حقيقية، بل مناورة تمنحه حرية الحركة."   وكانت ذكرت تقارير أن بوتين عرض على ترامب اتفاق "السلام مقابل الأرض" حيث يريد ضم مناطق أوكرانية لبلاده وتعهد بعدم انضمام أوكرانيا للناتو وتحييدها عسكرياً، بينما ذكر ترامب بتصريحات نقلتها وسائل إعلام قبل لقاء زيلينكسي أن انضمام أوكرانيا للناتو أو المطالبة بشبه جزيرة القرم أمر غير وارد، وهي إشارة لموافقته الضمنية على طروحات بوتين.  

الأوروبيون بين العجز والمناورة

  في المقابل، يوضح ملحم أن الأوروبيين يقفون في موقع صعب، فبين استمرار دعمهم لأوكرانيا عسكرياً وضغط ترامب عليهم سياسياً، بات موقفهم صعباً.   يقول الخبير: "القادة الأوروبيون اليوم مع زيلينسكي في واشنطن لدعم موقفه وعدم السماح لترامب بتقديم تنازلات لروسيا. لكنهم عاجزون عن تقديم سلاح نوعي يكسر ميزان القوى، كما أنهم لا يستطيعون دعم أوكرانيا إلى ما لا نهاية بسبب أزماتهم الاقتصادية الخانقة بعد توقف إمدادات الطاقة الروسية."   ويضيف: "الأوروبيون يحاولون تحسين شروط التفاوض، وتقديم مقترحات بديلة لا أكثر. لا يريدون الاعتراف بنصر روسيا، لكنهم لا يستطيعون تغييره. لذلك يلجؤون إلى المناورة السياسية على أمل انتزاع بعض المكاسب."  

سلام مؤجل لا متين

  أما عن فرص التسوية، فيرى الباحث أن الحديث عن "سلام دائم وشامل" لا يعدو كونه شعارات، لأن كل طرف يراه من زاويته الخاصة.   يقول: "بالنسبة لأوكرانيا، السلام يعني الحصول على ضمانات أمنية من الناتو والولايات المتحدة. أما بالنسبة لروسيا، فالسلام يعني إزالة أسباب الصراع: منع انضمام كييف للناتو، ومنع ما تعتبره محاولات لانتزاع الثقافة واللغة الروسية داخل أوكرانيا."   ويخلص ملحم إلى أن "الوصول إلى حل وسط بين هذين الموقفين المتناقضين يبدو صعباً للغاية"، مرجحاً أن أي تسوية محتملة لن تتعدى كونها تجميداً مؤقتاً للصراع.   ويضيف: "قد تتراجع العمليات العسكرية، وقد نشهد نوعاً من تبريد الجبهات، لكن التوتر وانعدام الثقة سيبقيان. ما يمكن الوصول إليه في أحسن الأحوال هو تأجيل الصراع لسنوات، لا أكثر."   وأمام هذه التعقيدات، يبدو أن أوكرانيا وروسيا والغرب جميعهم "متعبون" على حد تعبير ملحم، لكن لا أحد قادر على التراجع من دون ثمن باهظ، فاستمرار الحرب يستنزف الجميع، ووقفها يعني الرضوخ لشروط موسكو، وبين هذين الخيارين تبقى الاحتمالات مفتوحة، لكن المؤكد أن "السلام الشامل" الذي ينشده العالم لن يكون قريباً، بل مجرد هدنة مؤقتة تخفف منسوب الدماء، دون أن تنهي الصراع جذرياً. [caption id="attachment_650885" align="alignnone" width="2405"]ترامب يجهّز حلّه لحرب أوكرانيا.. خبير يكشف الفرق بين مطالب كييف وشروط موسكو ومن الخاسر؟ ترامب يجهّز حلّه لحرب أوكرانيا.. خبير يكشف الفرق بين مطالب كييف وشروط موسكو ومن الخاسر؟[/caption]   https://youtu.be/wZtuaALfasI?si=s3hZAbqOnEksZ5CC
المقال التالي المقال السابق
0