أفادت وكالة بلومبرغ، نقلاً عن مسؤول غربي، أن القوات الأوكرانية أطلقت للمرة الأولى صواريخ "ستورم شادو" البريطانية بعيدة المدى على أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية.
وأكدت الوكالة أن هذه الضربات تمثل تصعيدًا لافتًا في الصراع الدائر، حيث يُعد استخدام هذه الصواريخ تطورًا نوعيًا في القدرات الهجومية لكييف، مما يشير إلى تحول في طبيعة الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية.
الدور البريطاني والأمريكي في تزويد أوكرانيا بالأسلحة المتطورة
بحسب صحيفة التايمز البريطانية، حصلت كييف مؤخرًا على موافقة واشنطن لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" لضرب العمق الروسي.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أوقفت بريطانيا تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ بسبب النقص في مخزونها.
وأوضحت الصحيفة أن موافقة الولايات المتحدة كانت ضرورية، لأن أنظمة التوجيه المستخدمة في هذه الصواريخ تعتمد على تقنيات أمريكية، وهو ما يجعلها تخضع للموافقة الأمريكية قبل الاستخدام.
ورغم ذلك، لم تصدر بريطانيا إعلانًا رسميًا حول استئناف إمداد أوكرانيا بهذه الصواريخ.
ويُشار إلى أن بريطانيا تُعد واحدة من أكبر داعمي أوكرانيا عسكريًا منذ بداية العملية العسكرية الروسية في فبراير 2022، حيث قدمت معدات متطورة تشمل منظومات دفاع جوي، ودبابات "تشالنجر 2"، وصواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.
تصعيد جديد باستخدام أسلحة أمريكية متطورة
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد، نقلًا
عن مسؤولين أمريكيين لم تُذكر أسماؤهم، أن الرئيس جو بايدن وافق على تزويد أوكرانيا بصواريخ أمريكية بعيدة المدى من طراز ATACMS.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية استخدمت هذه الصواريخ لمهاجمة منشأة في مقاطعة بريانسك الروسية الحدودية بستة صواريخ باليستية يوم الثلاثاء الماضي.
ردود الفعل الروسية على التصعيد
تعليقًا على هذه التطورات، صرّح الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن قرار الولايات المتحدة بالسماح باستخدام الأسلحة بعيدة المدى يُعد تصعيدًا خطيرًا، مضيفًا: "هذا القرار يشير إلى موجة جديدة من التوتر، وينقل النزاع إلى مستوى جديد من التورط الأمريكي."
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح موقف بلاده بشكل لا لبس فيه تجاه هذه الضربات، مضيفًا أن "الغرب الجماعي قد تلقى رسائل واضحة حول العواقب المحتملة لهذا التصعيد."
تداعيات استراتيجية على الحرب في أوكرانيا
يُعد استخدام صواريخ "ستورم شادو" وATACMS نقطة تحول في الصراع، حيث تُمكّن أوكرانيا من استهداف مواقع روسية استراتيجية في العمق. وقد يؤدي هذا التصعيد إلى زيادة الضغط على موسكو للرد عسكريًا، مما يُعقّد الجهود الدبلوماسية لحل النزاع.
[caption id="attachment_616430" align="alignnone" width="2405"]
بعد "أتاكمز" الأمريكي.. "ستورم شادو" البريطاني يضرب العمق الروسي[/caption]
