صراع أمريكا وروسيا في إفريقيا
ووصل اليوم، وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى جنوب إفريقيا، في بداية جولة جديدة ينتقل خلالها بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ثم رواندا. وبحسب خبراء ووسائل إعلام فإن بلينكن يحمل بين يديه ملفات المواجهة مع روسيا التي أرسلت وزير خارجيتها سيرغي لافروف الشهر الفائت بجولة مماثلة. ووفق بيان تناقلته وسائل إعلام فإن بلينكن يلتقي الاثنين وزيرة الخارجية في جنوب إفريقيا ناليدي باندور لإصدار عدّة إعلانات تتعلّق بالاستراتجية الأفريقية الجديدة للحكومة الأميركية، على ما أعلنت بريتوريا في بيان. وكانت أوضحت الخارجية الأمريكية نهاية تموز/يوليو الماضي أن بلينكن سيحاول أن يثبت "للدول الإفريقية أن لديها دوراً جيوسياسياً أساسياً وأنها حلفاء جد مهمين في المسائل الأكثر إلحاحاً في عصرنا، وكذلك في تطوير نظام دولي منفتح ومستقر للحد من مفاعيل التغير المناخي وانعدام الأمن الغذائي والجوائح العالمية".بلينكن في إفريقيا
وبحسب المصادر الأمريكية فإن بلينكين سينتقل بعد جوهانسبرغ إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية ثم رواندا التي تشهد عودة للتوتر مع جارتها التي تتهمها بدعم متمردين "حركة 23 آذار/مارس" (إم23) وهو ما تنفيه كيغالي. وهذه ثاني جولة لوزير الخارجية الاميركي في إفريقيا جنوب الصحراء منذ تولي مهامه، بعدما زار كينيا ونيجيريا والسنغال بوقتٍ سابق. ونقلت وسائل إعلام عن فونتيه أكوم، رئيس معهد الدراسات الأمنية، ومقرّه بريتوريا، قوله إن زيارة بلينكين ستساعد الولايات المتحدة على فهم موقف جنوب أفريقيا، لكنّها تهدف أيضاً إلى "تقريب جنوب أفريقيا إلى المعسكر الغربي"، حسب وصفه. شاهد أيضاً|| التفاصيل "المسعورة" لتدافع كبار الكوكب على إفريقيا..كل شيء مباح ولا محرمات! وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى "زيادة التزاماتها الدبلوماسية" عبر استراتيجيتها الأفريقية الجديدة. وتنتمي جنوب أفريقيا إلى مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة، إلى جانب البرازيل وروسيا والهند والصين، وسبق ورفضت الانضمام إلى الحلف
روسيا وفرنسا قبل أمريكا
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أجرى جولة واسعة في إفريقيا الشهر الفائت، شملت عدة دول بينها مصر وشملت الكونغو وإثيوبيا، وأكد خلالها أن روسيا لديها علاقات طويلة الأمد وجيدة مع إفريقيا، منذ أيام الاتحاد السوفيتي. وقال لافروف: إن موسكو تعمل بنشاط في السنوات الأخيرة على استعادة موقعها في القارة، مشيراً إلى أن هذا النهج تشاركها فيه الدول الإفريقية. اقرأ أيضاً|| بلينكن وماكرون ولافروف يحشدون الحلفاء.. المسرح الثالث للمواجهة العالمية ينكشف وقبل ذلك كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زار عدة دول في الساحل الإفريقي حاول خلالها ترتيب أوراق فرنسا، لا سيما مع ازدياد التنافس في القارة السمراء. ورغم الوجود الفرنسي التاريخي في دول غرب إفريقيا، والتي يصفه البعض بأنه وجود “استعماري”، إلا أنّ روسيا باتت تتجه لدعم شخصيات انقلابية تعمل على طرد الزعماء المدعوين من فرنسا، كما حصل في مالي وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن ماكرون أهمل البلدان التي كانت واقعة في منطقة النفوذ الفرنسي في وسط إفريقيا مثل الغابون والكونغو الديموقراطية والكاميرون، التي طورت في الوقت نفسه علاقات سياسية واقتصادية مع قوى أخرى مثل الصين أو روسيا. وأصبحت دول إفريقيا التي تملك ثروات نفطية ومعادن ثمينة بعين أهداف الدول الكبرى، وفيما يبدو بحسب خبراء فإن صراعاً يمكن أن ينشب في عدة دول إفريقية نتيجة تباين الولاءات للدول الكبرى التي تريد تثبيت موطئ قدم لها هناك. [caption id="attachment_475746" align="aligncenter" width="1200"]