تبرز محافظة مأرب شمال شرق اليمن، ساحة معركة مفصلية بين قوات الجيش اليمني وميليشيا الحوثي، ونتائجها ستشكل تحولاً نوعياً في مسار الحرب أو السلام.
وعلى مدار أشهر من المعارك المحتدمة في مأرب بين الطرفين المذكورين، تشير الأرقام و الإحصائيات إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف ميليشيا الحوثي، التي تحاول جاهدةً السيطرة على المحافظة القريبة جغرافياً من العاصمة صنعاء الخاضعة لها وكونها آخر معاقل الحكومة اليمنية شمالي البلاد.
ومنذ شهر فبراير/ شباط العام الجاري، تتصدر معركة مأرب أولويات اليمن والمجتمع الدولي، الذي ينظر إلى هجوم الحوثيين كمعرقل لجهود إنهاء الحرب، لكنه لم يتخذ في الوقت ذاته خطوات حاسمة كما حدث في معركة الحديدة عام 2018.
المشهد في اليمن عسكرياً وسياسياً لا يزال يلفه الكثير من الغموض، للوقوف عليه حاورت وكالة "ستيب الإخبارية" كل من العميد الركن والخبير العسكري اليمني ثابت حسين، والمحلل السياسي والمدير التنفيذي لمنظمة اليمن أولاً عبدالكريم الأنسي.
[caption id="attachment_415924" align="alignnone" width="2405"]

هل تحسم معركة مأرب مصير الحرب في اليمن.. ولماذا تصر ميليشيا الحوثي الاستمرار فيها رغم خسائرها الفادحة!؟[/caption]
الجبهات الساخنة في اليمن
يقول الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين، إنَّ أبرز الجبهات الساخنة في اليمن، هي: مأرب، الضالع، جبهة الساحل الغربي، شبوة وأبين.
ويضيف: "مأرب لأنها منطقة نفطية ولأنها آخر معقل فيها سلطة ما محسوبة لشرعية الرئيس هادي في الشمال، أما الضالع (بواب الجنوب ناحية الشمال) فـ لأنها الجبهة الوحيدة الصامدة التي لم يستطع الحوثيون اختراقها رغم فارق موازين القوى لصالحهم.
أما جبهة الساحل الغربي، فـ لأنها تمتد من باب المندب جنوباً مروراً بتعز وانتهاءً بالحديدة، الميناء الرئيسي للشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون.
أما شبوة؛ فلأنها محافظة نفطية جنوبية وقعت تحت سيطرة قوات موالية للإخوان تحت مظلة الشرعية خلال أغسطس 2019، ومنها يحاول الإخوان والحوثيون السيطرة على حضرموت الغنية والأكبر مساحةً. في حين أن أبين وخاصةً منطقة الشقرة الساحلية فلأنها خط التماس بين القوات الجنوبية وقوات الشرعية المسيطر عليها من قبل الإخوان".
ويتابع حسين القول: "إجمالاً تعتبر صنعاء والحديدة ومأرب أهم الأهداف الاستراتيجية شمالاً وكذلك عدن وشبوة وحضرموت جنوباً، غير أن المسرح الرئيس للحرب كان ومازال في الجنوب".
هدف ميليشيا الحوثي من السيطرة على مأرب
وحول الأهمية الاستراتيجية لمأرب وماذا تعني سيطرة الحوثي عليها، قال الخبير العسكري: "مأرب هي المحافظة الغنية بالنفط شمالاً وهي آخر منطقة توجد فيها سلطة للشرعية، وكمحافظة كانت محررة عام 2016، ولكن بعد ذلك سيطر الحوثيون على معظم مديرياتها ولم يتبقى مع الشرعية سوى مأرب المدينة وحقول صافر النفطية ووادي مأرب، ويحكم الحوثيون حصاراً محكماً على ما بقي منها".
دلالات خسائر الحوثي
يرى حسين أن تزايد خسائر الحوثيين بشرياً ومادياً يدلّ على "حجم التفوق الناري التدميري للتحالف"، مضيفاً "أما الحوثيون فلا يهتمون بهذه الخسائر طالما وهم يتقدمون على الأرض ويسيطرون على مواقع جديدة كانت تحت سلطة الشرعية".
وبحسب العميد الركن، فإن حسم معركة ما بقي من محافظة مأرب يمكن أن يشكل "تحولاً نوعياً في مسار الحرب أو السلام"، قائلاً: "وفي ضوء قراءة مسار الحرب خلال السنوات الماضية وخارطة السيطرة لكل من الشرعية والحوثيين فإن الحسم لصالح الشرعية مستبعد إذا ما ظل الحال كما كان".
دور حزب الله في معارك اليمن
وفيما يتعلق بالدعم الذي يقدمه حزب الله اللبناني لميليشيا الحوثي، أكد حسين: "لا شك في تدخل حزب الله ودوره الفعال لصالح الحوثيين، شأنه شأن إيران التي تدعم الحوثيين بكل الوسائل سرّاً وعلانيةً".
ويضيف: "ومن غير المستبعد وجود دعم سري أو إعلامي ودبلوماسي من أطراف أخرى نكايةً بدول التحالف وخاصة السعودية والإمارات".
هل تحسم معركة مأرب مصير الحرب في اليمن.. ولماذا تصر ميليشيا الحوثي الاستمرار فيها رغم خسائرها الفادحة!؟[/caption]