- أسطورة باندورا
أطلق على التحقيق الذي كشف عن تورط زعماء ومسؤولين رفعين المستوى بقضايا التهرب الضريب، "وثائق بندورا" نسبةً إلى أسطورة صندوق باندورا الذي يحوي كل الشرور. ووفقاً للصحف العالمية، فإن صندوق باندورا هو قطعة أثرية في الأساطير الإغريقية، ولهذا الصندوق صلة بأسطورة خلق "باندورا"، والمذكورة في كتاب هيسيود "أعمال وأيام هيسيود". وهذا الصندوق يأخذ فعلياً شكل جرة كبيرة، والتي تدعى "بيثوس" في اللغة اليونانية، وقد أعطيت هذه الجرة إلى "باندورا"، وهو اسم يعني "الموهوبة". وحدث خطأ في الترجمة لاحقاً في القرن الـ 16، حيث ترجم "إيراسموس" الباحث في الإنسانيات قصة "هيسيود" عن "باندورا" من اليونانية إلى اللاتينية، فترجم كلمة "بيثوس" كمثل كلمة "بيكسيس" التي تعني الصندوق، ومنذ ذلك الوقت أصبحت معروفة بـ "صندوق باندورا". والأسطورة تقول: "إن الجرة تحوي في داخلها على كل أصناف الشر في العالم، وفي أيامنا هذه تعني عبارة (فتح صندوق الباندورا) أن تقوم بفعل يبدو لك ضئيلاً وغير ضار، لكنه ما يلبث أن يأتي بعواقب وخيمة بعيدة المدى وخارجة عن السيطرة". وبحسب الأسطورة الإغريقية القديمة، فإن "باندورا" كانت أول امرأة على وجه الأرض، حيث وضع "زيوس" زعيم الآلهة، خطة للإنتقام من "بروميثيوس" وقرر خلق امرأة جميلة، فاستدعى آلهة الجمال "آفروديت" وطلب من زوجها "هفستوس" وهو إله الحرفة المبدعة بأن يصنعها له. ومنحتها الآلهة الأخرى عدة هبات: فـ "أثينا" قامت بإلباسها، و"أفروديت" أعطتها الجمال، و"هرمز" منحها النطق والحديث، ونفخ فيها "زيوس" روح الحياة، وأرسلها إلى الأرض، وذلك حسب الأسطورة الإغريقية. وتقول كتب التاريخ اليونانية: "إن سبب انتقام (زيوس) من (بروميثيوس) هو أن الأخير كان يساعد البشر بكل ما وسعه، ولما رآهم يرتجفون من البرد في الليل القارس، ويأكلون اللحم نيئاً، عرف أنهم بحاجة إلى نار، لكن الآلهة (زيوس) لم تسمح للإنسان بامتلاك النار، لأنه قد يسيء استخدامها وينشر الدمار بواسطتها".